أسباب فشل التزهير والعقد في الفاصوليا
تُعد الفاصوليا من أهم المحاصيل البقولية التي تعتمد عليها العديد من الدول في التغذية والتصدير، غير أن مراحل التزهير والعقد فيها تتأثر بعدة عوامل بيئية وزراعية تحدد جودة وإنتاجية المحصول. ويُعد فهم هذه العوامل وإدارتها بدقة أمرًا حيويًا لتحقيق إنتاج وفير ومستقر.
درجة الحرارة.. المحرك الأساسي لنجاح التزهير والعقد
تُعد درجة الحرارة من أبرز المؤثرات في نمو الفاصوليا، إذ تنمو بشكل مثالي في نطاق حراري يتراوح بين 18 و30 درجة مئوية.
فعند انخفاض الحرارة إلى أقل من 15 درجة مئوية، يقل نشاط النبات وتضعف عملية التزهير، في حين يؤدي الصقيع إلى تلف البراعم والأزهار. أما الارتفاع المفرط في درجات الحرارة الذي يتجاوز 35 درجة مئوية، فيُضعف عملية التلقيح ويقلل من معدلات العقد.
الرطوبة.. توازن ضروري لصحة الأزهار
تحتاج الفاصوليا إلى رطوبة معتدلة تضمن بقاء الأزهار سليمة، فالرطوبة المنخفضة تسبب جفاف الأزهار وفشل العقد، بينما يؤدي ارتفاعها إلى زيادة فرص الإصابة بالأمراض الفطرية التي تضعف النبات.
الري.. بين العطش والاختناق
يُعد انتظام الري عاملًا أساسيًا في نجاح زراعة الفاصوليا، فـ نقص الماء يؤدي إلى تساقط الأزهار وتقليل عدد القرون المتكونة، بينما يؤدي الإفراط في الري إلى اختناق الجذور وصعوبة امتصاص العناصر الغذائية، ما ينعكس سلبًا على التزهير والإنتاج.
التربة.. الأساس الذي يحدد خصوبة النبات
تفضل الفاصوليا التربة الخصبة جيدة الصرف الغنية بالعناصر الغذائية مثل النيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم، إذ يسهم توافر هذه العناصر في تحفيز الإزهار والعقد. أما ضعف الصرف فيؤدي إلى تعفن الجذور وتراجع الإنتاجية.
الضوء.. طاقة الحياة للتزهير والإنتاج
تحتاج الفاصوليا إلى 8–12 ساعة من الضوء يوميًا لضمان عملية تزهير طبيعية. قلة الضوء أو الظل الزائد يؤديان إلى ضعف النمو وتأخر تكوين الأزهار، مما يقلل من جودة المحصول النهائي.
التلقيح.. مرحلة دقيقة تتأثر بالمناخ
تُعد الفاصوليا نباتًا ذاتي التلقيح في الغالب، إلا أن الظروف الجوية القاسية مثل الرياح القوية أو الأمطار الغزيرة قد تعيق التلقيح الطبيعي. كما أن قلة الحشرات الملقحة يمكن أن تؤثر على عملية العقد، وإن كانت بدرجة أقل مقارنة بمحاصيل أخرى.
الأمراض والآفات.. خطر يهدد الأزهار والثمار
تتعرض الفاصوليا للإصابة بعدة أمراض فطرية وبكتيرية مثل العفن الأبيض والأنثراكنوز، وهي أمراض تسبب تساقط الأزهار وفشل العقد. كما تُضعف الحشرات مثل المنّ والعناكب الحمراء النباتات وتقلل من كفاءتها الإنتاجية.
العناصر الغذائية.. غذاء التزهير السليم
تلعب العناصر المعدنية دورًا أساسيًا في نجاح عملية التزهير والعقد؛ إذ يُعزز النيتروجين النمو الخضري، ويساعد البوتاسيوم والفوسفور على تقوية الأزهار وزيادة العقد، فيما يضمن الكالسيوم والبورون تلقيحًا طبيعيًا وتكوينًا صحيًا للثمار.
التغيرات المناخية المفاجئة.. الخطر الصامت
تُعد التغيرات المناخية المفاجئة مثل الرياح الشديدة أو العواصف أو التقلب الحراري الحاد من أكثر العوامل التي تسبب تساقط الأزهار وضعف العقد، ما يهدد استقرار الإنتاج الزراعي في مواسم غير مستقرة مناخيًا.


.jpg)























