الأرض
الإثنين 27 أكتوبر 2025 مـ 01:18 مـ 5 جمادى أول 1447 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

الزراعة تطلق ثورة شتلات قصب السكر في الصعيد

تواصل وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي تنفيذ برنامجها الطموح لإنتاج شتلات قصب السكر في صعيد مصر، ضمن خطة استراتيجية تستهدف تطوير أساليب الزراعة ورفع الإنتاجية وتحسين مستوى دخل المزارعين. ويأتي هذا التوجه في إطار جهود الدولة لتطبيق أحدث التقنيات الزراعية وتحقيق الاكتفاء الذاتي من محصول يعد أحد أهم المحاصيل الاستراتيجية في البلاد.

محطتان رئيسيتان لنهضة زراعة القصب في الصعيد

احتضنت منطقتا كوم أمبو ووادي الصعايدة بمحافظة أسوان محطتين لإنتاج الشتلات المعتمدة لقصب السكر، واللتين تمثلان محورًا رئيسيًا في خطة الدولة للتوسع في الزراعة بالشتل بدلاً من الطرق التقليدية.

وقد قام الدكتور ماهر المغربي، وكيل مركز البحوث الزراعية للإنتاج، بزيارة ميدانية تفقد خلالها سير العمل في المحطتين ومعدلات تنفيذ برنامج إنتاج الشتلات، برفقة الدكتور حازم سرحان، مدير معهد بحوث المحاصيل السكرية، والدكتور مصطفى عبد الجواد، رئيس مجلس المحاصيل السكرية.

خطة إنتاجية طموحة لرفع كفاءة الزراعة

وخلال جولته بمحطة كوم أمبو، اطلع الوفد على مراحل تنفيذ برنامج إنتاج 650 ألف شتلة كمرحلة أولى، على أن ترتفع الطاقة الإنتاجية إلى خمسة ملايين شتلة بعد استكمال أعمال الصيانة والتجهيزات الفنية بالمحطة خلال الموسمين الربيعي والخريفي، تنفيذًا للبروتوكول الموقع بين معهد بحوث المحاصيل السكرية ومجلس المحاصيل السكرية.

وأشاد الدكتور المغربي بالجهود المبذولة من الدكتور عادل عبدالعال المشرف على المحطة والفريق البحثي المعاون له، لما حققوه من إنجازات ملموسة في تشغيل المحطة ودعم المزارعين المتعاقدين مع شركات السكر، رغم التحديات الحالية.

دعم المزارعين وتحقيق التنمية في صعيد مصر

أكد المغربي ضرورة تكثيف الجهود لاستكمال أعمال الصيانة والتأهيل للوصول إلى الطاقة التشغيلية القصوى في أقرب وقت، مشيرًا إلى أن هذه المحطات تمثل نقلة نوعية في دعم مزارعي الصعيد وتوفير فرص عمل جديدة تسهم في تحسين مستوى المعيشة.

وفي محطة وادي الصعايدة، تابع الوفد أعمال الإنشاءات الجارية وتركيب المعدات والآلات الحديثة، تمهيدًا لتشغيل المحطة بكامل طاقتها، بما يعزز من منظومة إنتاج شتلات قصب السكر في الجنوب المصري.

فوائد استراتيجية للزراعة بنظام الشتل

أوضحت تقارير وزارة الزراعة أن نظام الزراعة بالشتل يقدم مجموعة كبيرة من المزايا مقارنة بالطرق التقليدية، من أبرزها:

زيادة الإنتاجية الرأسية لمحصول القصب، من خلال استغلال المساحة بأعلى كفاءة وتحقيق تجانس في توزيع النباتات بالحقل.

خفض تكاليف الإنتاج عبر تقليل كمية التقاوي المستخدمة وضمان جودتها وخلوها من الآفات.

الاعتماد على نظم الري الحديثة والميكنة الزراعية لتقليل الفاقد أثناء الحصاد وخفض النفقات.

توفير المياه بنسبة تصل إلى 35% مقارنة بالزراعة التقليدية.

رفع متوسط إنتاجية الفدان من 33 إلى 55 طنًا.

تحسين دخل المزارعين من خلال إمكانية تحميل محاصيل أخرى مع زراعات الغرس.

خلق فرص عمل جديدة لشباب الصعيد بما ينعكس إيجابًا على التنمية المحلية.

محطات مصرية بتكنولوجيا وطنية

جدير بالذكر أن محطة كوم أمبو لإنتاج شتلات قصب السكر تُعد الأولى من نوعها في مصر والشرق الأوسط وأفريقيا، وتقع على مساحة 26 فدانًا، وتعتمد على تكنولوجيا مصرية بالكامل.

أما محطة وادي الصعايدة فتقام على مساحة 70 فدانًا، وتُعد ركيزة مهمة في منظومة تطوير زراعة القصب في أسوان وباقي محافظات الصعيد.

خلاصة القول

يمثل برنامج إنتاج شتلات قصب السكر خطوة استراتيجية نحو تحقيق ثورة زراعية حقيقية في صعيد مصر، من خلال تطبيق التكنولوجيا الحديثة في الزراعة والري، وزيادة الإنتاجية، وتحسين حياة المزارعين.

وتُظهر هذه الجهود التزام الدولة بدعم الأمن الغذائي وتطوير الزراعة المصرية بأساليب علمية مستدامة تواكب التطورات العالمية.