الكلاب الضالة تحاصر المواطنين.. والأطباء يحذرون من الانتشار
الكلاب الضالة في مصر ليست مجرد مشهد مألوف في الشوارع، بل تمثل تهديدًا صحيًا خطيرًا يتجاوز حوادث العقر إلى أمراض فيروسية وبكتيرية وطفيليات قد تتسبب في كوارث بيولوجية محتملة. ففي كل حي وزقاق من أحياء العاصمة، تختبئ عيون تبدو بريئة، لكنها تحمل وراءها مخاطر حقيقية على الإنسان.
الكلاب الضالة تشكل خطراً صحياً واضحاً
كشف الدكتور محمد عفيفي سيف، الأمين العام الأسبق للنقابة العامة للأطباء البيطريين وخبير الفيروسات والمناعة وإدارة المخاطر البيولوجية، أن حوادث العقر تتجاوز مليون حالة سنويًا وفق بيانات وزارة الصحة، وهو رقم متزايد نتيجة ارتفاع أعداد الكلاب والتعامل العشوائي معها من بعض الفئات.
وأشار الدكتور عفيفي إلى أن السعار ليس الخطر الوحيد، فهناك أمراض أخرى كالديدان الشريطية، السالمونيلا، الجرب، الليشمانيا، البروسيلا والحويصلات المائية، وهذه الأمراض قد تتسبب في كارثة صحية إذا لم يتم التعامل معها بجدية.
كيفية التعامل مع حالات العقر
وأوضح الخبير البيولوجي أن الإصابات يتم التعامل معها وفق بروتوكولات وزارة الصحة، حيث يُغسل مكان العضة لمدة 10 دقائق بالماء والصابون، ثم يتم التوجه فورًا للمستشفى لتلقي لقاح السعار، مع إعطاء مصل الأجسام المضادة في حالات العقر بالوجه أو الرقبة نظرًا لقربهما من الجهاز العصبي المركزي.
هشاشة برامج التعقيم والتطعيم الحالية
انتقد الدكتور عفيفي برامج التعقيم والتطعيم، واصفًا إياها بأنها غير فعالة لعدم وصولها إلى نسب التغطية العالمية المطلوبة، مؤكدًا أن السيطرة الفعلية تتطلب تغطية 70% من الكلاب بلقاح السعار و85% من التعقيم، وهو ما لم يتحقق حتى الآن بسبب نقص الأطباء البيطريين والإمكانات اللوجستية المحدودة.
خطة عاجلة ومستدامة لحل الأزمة
طرح الدكتور عفيفي رؤية متكاملة لحل الأزمة على مرحلتين:
1. مرحلة الطوارئ: امتدت من سنتين إلى أربع سنوات، وتشمل تخصيص أراضٍ خارج المدن لإيواء الكلاب، جمع 80% من أعدادها، فصل الذكور عن الإناث، فحص الكلاب وتوزيعها بترخيص وبطاقة صحية، والتخلص الرحيم من الحالات المريضة أو الشرسة.
2. مرحلة الاستدامة: تطبيق برنامج الإمساك والتعقيم وإعادة الإطلاق للنسبة المتبقية، مع تجريم الإطعام العشوائي في الشوارع، وهو نموذج ناجح طبق في أمريكا وأوروبا وأستراليا.
فشل الاستراتيجية الحالية وتكرار الأخطاء
وحول استراتيجية "مصر بلا سعار بحلول 2030"، أوضح الدكتور عفيفي أنها ليست جديدة، وأنها فشلت حتى الآن مع استمرار زيادة أعداد الكلاب وحالات العقر، مؤكداً أن النجاح يتطلب خفض أعداد الكلاب إلى مستويات طبيعية كلب أو اثنين في كل مربع سكني، بدلًا من وجود قطعان متعددة في الشوارع.
رؤية علمية وشرعية متكاملة
وأكد الدكتور عفيفي أن الحلول المطروحة تتوافق مع القانون المصري والمعايير الطبية والعلمية العالمية، ومع مقاصد الشريعة الإسلامية التي تحرص على حفظ النفس ومنع الضرر، مشددًا على ضرورة سياسات تحمي الإنسان وتضمن حقوق الحيوان في الوقت نفسه.


.jpg)























