استغلال قشر البرتقال يفتح أسواقًا جديدة مربحة
تعتبر قشور البرتقال في مصر واحدة من أكبر المخلفات الزراعية التي تهدر سنويًا رغم قيمتها الاقتصادية الضخمة، حيث تنتج مصر كميات هائلة من البرتقال على مستوى واسع في مختلف المحافظات، سواء للاستهلاك المحلي أو للتصدير للأسواق العالمية.
وتتصدر الموالح وعلى رأسها البرتقال قائمة أهم الصادرات الزراعية المصرية، حيث تجاوز حجم الصادرات أكثر من مليوني طن خلال العام الحالي، وسط توقعات بفتح أسواق إضافية خلال العام الجديد.
قشر البرتقال مصدر ثروة اقتصادية محتملة
تشير تقارير وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي إلى أن مصر تعد من أكبر الدول المنتجة للبرتقال عالميًا، ومن هنا تظهر أهمية الاستفادة من قشر البرتقال بعد استهلاك الثمرة نفسها، إذ يمكن تحويله إلى منتجات متعددة تحقق أرباحًا بملايين الدولارات سنويًا.
ويُعد القشر غنيًا بالزيوت العطرية والمواد المضادة للأكسدة، ما يجعله عنصرًا أساسيًا في الصناعات الغذائية، ومستحضرات التجميل، والزيوت العطرية، والأسمدة الطبيعية، فضلاً عن دوره في تقليل التلوث الناتج عن المخلفات الزراعية وخلق فرص عمل جديدة.
وتشير الدراسات إلى أن المخلفات الناتجة عن الموالح نتيجة العصر تصل إلى 55-60% من حجم الثمار، ما يمثل فرصة ذهبية لاستغلالها بشكل فعال.
وقد تم تنفيذ مشروع "الإدارة المتكاملة لإعادة تدوير مخلفات الموالح" الذي يهدف لاستخلاص المواد النافعة من المخلفات، وإعادة استخدامها في التطبيقات الطبية والصيدلانية، مثل مادة البكتين، وتحويلها إلى بلاستيك قابل للتحلل، وأسمدة كيميائية صديقة للبيئة، ومبيدات آمنة.
الصناعات الواعدة باستخدام قشر البرتقال
يمكن استخدام قشر البرتقال في العديد من الصناعات على النحو التالي:
المجال الغذائي: بعد التجفيف والطحن يمكن استخدامه كتوابل للأطعمة والحلويات، أو كمكون في المشروبات العشبية مثل الشاي.
صناعة المربات والمخللات: يمكن إضافة القشر كعنصر طبيعي لتحسين النكهة، كما يُستخدم لتحسين الهضم وتعزيز المناعة.
المنتجات الدوائية ومستحضرات التجميل: يحتوي القشر على مركبات فلافونويد والليمونين، ما يجعله مثاليًا في تصنيع كريمات العناية بالبشرة والشعر، والزيوت العطرية، ومستحضرات التجميل.
المكملات الغذائية والعطور: يمكن استخراج الزيوت لاستخدامها في المكملات الغذائية، وصناعة العطور، والصابون، والمنظفات، وحتى المواد اللاصقة والمذيبات الطبيعية.
الزراعة والبيئة: يُستخدم القشر كمخصب طبيعي للتربة أو كمادة للتسميد العضوي، مما يقلل الاعتماد على الأسمدة الكيميائية ويحسن جودة المحاصيل.
تؤكد هذه الاستخدامات أن قشر البرتقال ليس مجرد مخلفات تُهدر، بل يمثل فرصة اقتصادية وصناعية وبيئية هامة يمكن استثمارها على نطاق واسع، بما يحقق فوائد مزدوجة للمزارعين والاقتصاد الوطني والبيئة.


.jpg)























