صناعة الدواجن في مصر تواجه أزمة غير مسبوقة
أكد الدكتور مصطفى خليل، مستشار مشروعات الإنتاج الحيواني بوزارة الزراعة، أن صناعة الدواجن في مصر تواجه حالة من عدم الاستقرار بسبب عاملين أساسيين يشكلان تهديدًا مباشرًا للمنتج والمستهلك والاقتصاد الوطني، وهما: تقلب أسعار البيع وسيطرة الوسطاء والسماسرة على حلقات التداول.
وأوضح خليل أن استمرار هذه الأوضاع يضع المربين، خصوصًا صغارهم، في مواجهة خسائر مالية تمنعهم من التوسع أو الاستمرار، ما يؤدي إلى ضعف المنافسة وتمركز الإنتاج في أيدي عدد محدود من كبار المنتجين.
استقرار صناعة الدواجن ضرورة وطنية عاجلة
وأشار خليل إلى أن انخفاض أسعار البيع يدفع المربين إلى البيع دون تغطية تكاليف الإنتاج، ما يعرضهم لخسائر متكررة تؤثر على جودة الأعلاف والتحصين وبرامج الرعاية الصحية للقطيع.
كما تؤدي سيطرة الوسطاء إلى تشوهات سعرية، حيث يحصل السمسار على الدواجن بأسعار منخفضة ثم يبيعها للمستهلك بأسعار مرتفعة، ما يضر المنتج والمستهلك في الوقت نفسه.
وأضاف أن هذه التشوهات قد تؤدي لاحقًا إلى نقص مفاجئ في المعروض، مما يرفع الأسعار ويهدد الأمن الغذائي، كما يضغط على الاقتصاد الوطني نتيجة الحاجة للاستيراد وانخفاض شهية الاستثمار في القطاع.
وشدد خليل على أن الحل يكمن في تدخلات هيكلية واضحة تشمل:
تفعيل التربية التعاقدية بين المربين والمجازر وشركات التوزيع لضمان سعر عادل يغطي التكلفة ويحقق هامش ربح معقول.
تنظيم سوق التداول من خلال بورصات سلعية وأسواق جملة معلنة الأسعار يوميًا لتقليل سيطرة الوسطاء.
دعم الجمعيات التعاونية والتكتلات لتمكين المنتجين من التفاوض كمجموعة قوية بدلاً من التفاوض الفردي.
اعتماد أدوات حديثة للحد من الخسائر، مثل التكامل الرأسي من التربية إلى التصنيع والبيع المباشر، واستخدام المنصات الرقمية.
تحسين إدارة المخاطر بتوزيع دورات الإنتاج على مدار العام لتجنب تراكم المعروض في أوقات محددة.
وأكد خليل أن هذه الإجراءات هي الطريق الوحيد لتحقيق الاستقرار في السوق، وحماية المنتج والمستهلك، وضمان استدامة صناعة الدواجن في مصر.


.jpg)























