الأرض
الخميس 20 نوفمبر 2025 مـ 05:31 صـ 29 جمادى أول 1447 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

كبار التجار يوضحون حالة سوق اللحم الأبيض وخسائر المربين في الفترة الأخيرة

سوق الفراخ
سوق الفراخ

طارق هلا: طالما السوق قائم على العرض والطلب سيظل يشهد طفرات صعود وهبوط فى جميع القطاعات

أسعار اللحم الأبيض تشهد تقلبات مفاجئة في مصر، وكبار التجار والشركات يحذرون من تأثيرها المباشر على أرباح المربين، ويكشف تقرير موقع الأرض الأسباب الحقيقية للخسائر وأوضاع الإنتاج في السوق.

أسباب تفاقم الأزمة في سوق الأمهات والتسمين

أفاد طارق هلا، المدير التنفيذي لشركة المصرية الهولندية، بأن ما يحدث في سوق الدواجن كان أمراً متوقعاً، موضحاً أن زيادة عدد الأمهات التي دخلت السوق خلال الفترة الماضية، سواء من السوق المحلي أو الخارجي، كانت سبباً رئيسياً في الوضع الحالي، كما أشار إلى أن البيض المخصب الذي دخل من الأردن وتركيا على أنه بيض تسمين، بينما هو في الحقيقة بيض أمهات، كان في شهري يناير وفبراير الماضيين، وقد خرج كله الآن لينتج كتاكيت معروضة بكميات كبيرة جداً في السوق، لافتاً إلى أن المعامل أصبحت ممتلئة بنسبة 100% وهناك بيض لا يجد مكاناً.

وأشار هلا إلى أن الزيادة الحالية تخص قطاع التسمين، حيث إن البيض المخصب الموجه للمعامل أصبح إنتاجه أكبر من الحجم المطلوب. وأضاف أن مزارع التسمين شهدت توسعات كبيرة، خصوصاً في الصعيد، خلال الفترة الماضية، من خلال بناء محطات كبيرة تتبع شركات كبرى ومتوسطة، ودون إجراء حسابات دقيقة لطاقة السوق، ما أدى إلى دخول إنتاج ضخم بلا تخطيط واضح للسؤال أين سيذهب الفائض أو ما إذا كان سيتم تصديره.

خسائر الإنتاج وتراجع الأسعار وتأثيرها على المربين

وأوضح أن الفراخ حالياً تحقق خسارة تصل إلى 20 جنيهاً، كما يسجل الكتكوت خسارة تبلغ 10 جنيهات من تكلفته الحقيقية، مشيراً إلى أن تكلفة الكيلو حالياً تتراوح بين 64 و65 جنيهاً، بينما يتم البيع بسعر بين 55 و57 جنيهاً، وهو ما وصفه بأنه كارثة بالنسبة للمنتِج، وذكر أن دخول موسم رمضان لن يحل الأزمة ما لم يحدث تصدير، مؤكداً أن الخسائر الحالية تشمل منتِجي الكتاكيت ومنتِجي لحم التسمين الأبيض، بالإضافة إلى قطاع البيض الذي بدأ سعره في الانخفاض ليصل إلى 103 أو 105 جنيهات في المزرعة.

وأضاف هلا أن السوق يشهد دائماً طفرات ارتفاع يعقبها زيادة في الإنتاج، ثم خسائر تؤدي إلى خروج مربين من السوق، وهي دورة طبيعية مستمرة منذ 30 إلى 40 عاماً. وأوضح أنه طالما السوق قائم على العرض والطلب، فسيظل يشهد طفرات صعود وهبوط في جميع القطاعات، سواء قطاع الأمهات أو التسمين أو البياض، لافتاً إلى أن تنظيم السوق غير ممكن بسبب كثرة المربين ووجود مزارع صغيرة وبيوت تربية عديدة، على عكس دول أخرى تملك 3 أو 4 شركات فقط تُجبر على البيع بسعر تكلفة محدد.

تأثير السماسرة وتعدد الوسطاء على صناعة الدواجن

وأكد أن من الصعب منع التربية المنزلية التي تعتمد عليها أسر كثيرة، وأن زيادة الإنتاج تؤدي بطبيعتها إلى انخفاض الأسعار، وهو ما يتيح للمستهلك الحصول على بيض وفراخ بأسعار منخفضة، كما حدث عندما وصل سعر لحم التسمين إلى 105 جنيهات في المزرعة، ثم عاد اليوم إلى 55 و65 جنيهاً، وكذلك البيض الذي وصل سابقاً إلى 50 جنيهاً ثم تراجع.

وأشار إلى أن بعض الأصوات على السوشيال ميديا تتحدث كثيرا عن انخفاض الأسعار رغم أنهم ليسوا مربين بل سماسرة يستفيدون من هذه الخسائر، بينما يتحمل المنتجون خسائر في الكتكوت ومزارع التسمين والبيض، مؤكداً أن المستفيد حالياً هو التاجر والسمسار فقط.

وأضاف أنه في أيام الإنتاج الأولية كان المنتج يبيع مباشرة للأيدي الأولى التي تبيع بدورها للمستهلك، أما الآن فهناك يد أولى وثانية وثالثة حتى اليد الخامسة، وكل يد تحصل على عمولتها.


انخفاض أسعار اللحم الأبيض وتزايد خسائر المربين

من جانبه وصف سليم النجار، أحد كبار تجار الأعلاف، أن مربي اللحم الأبيض يتم الآن ذبحهم بأسلوب تقليدي بالسكين، وتابع النجار أن تنفيذ اللحم الأبيض اليوم بلغ 55 جنيهًا للكيلو الواحد، مضيفًا أن السعر الحالي يسبب خسائر كبيرة للمربين على الكيلو الواحد.

وأوضح النجار أن المشهد الحالي قد يؤدي إلى دخول العديد من الأطراف المعنية السجن بسبب المخالفات الحاصلة، مؤكدًا أن السعر المفترض للحم الأبيض في الوقت الحالي يجب أن يتراوح بين 80 و85 جنيهًا في ظل الأزمة الحالية في أسعار لحوم المواشي.

وأضاف أن سعر اللحم الأبيض من المزرعة اليوم يبلغ 55 جنيهًا للكيلو، بينما يصل للمستهلك بين 70 و75 جنيهًا، محذرًا من تأثير إنفلونزا الطيور التي تضرب أوروبا وآسيا، ودعا إلى الانتباه لهذا الخطر، كما أشار النجار إلى أن منظومة العرض والطلب الحالية غير عادلة وتضر بالمربين، مؤكدًا أن التسعير الحالي يعد ظالمًا، وأن من يرضى بهذا السعر من السماسرة وتجار اللحوم يشارك في الظلم الذي يتعرض له المربون.

وأكد النجار أن صناعة اللحم الأبيض أصبحت تشهد ظلمًا وخيانة من جميع الأطراف المعنية، مما يضر بعصب الاقتصاد الوطني.