الأرض
الإثنين 3 نوفمبر 2025 مـ 03:00 مـ 12 جمادى أول 1447 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

تحذيرات عالمية من انتشار خطير لإنفلونزا الطيور

أعلنت المنظمة العالمية لصحة الحيوان (WOAH)، عن تزايد مقلق في حالات إنفلونزا الطيور داخل عدد من الدول الأوروبية، وفي مقدمتها ألمانيا والمجر، ما دفع السلطات هناك إلى اتخاذ إجراءات احترازية مشددة للحيلولة دون تفاقم انتشار الفيروس، خصوصًا مع الأضرار الاقتصادية والصحية الكبيرة التي يسببها هذا المرض شديد العدوى.

تصاعد المخاوف الأوروبية من تفشي إنفلونزا الطيور

أشارت المنظمة في بيانها إلى أن سرعة انتشار الفيروس في القارة الأوروبية خلال الفترة الأخيرة أثارت قلقًا واسعًا بين الحكومات وقطاعات صناعة الدواجن على حد سواء، نظرًا لما يسببه من خسائر فادحة وإرباك حاد في الأسواق.

فقد أدى تفشي المرض عالميًا خلال السنوات الماضية إلى إعدام عشرات الملايين من الطيور، ونتج عنه اضطراب في سلاسل الإمداد الغذائي وارتفاع كبير في أسعار الدواجن والبيض، إلى جانب تنامي المخاوف من إمكانية انتقال العدوى إلى البشر، رغم بقاء هذا الاحتمال محدودًا حتى الآن.

وتتوقع المنظمة أن يشهد الفيروس نشاطًا متزايدًا مع دخول فصل الخريف، خصوصًا في المناطق الرطبة الواقعة على مسارات هجرة الطيور الممتدة من شمال أوروبا إلى جنوبها الشرقي، ما يجعل مراقبة هذه التجمعات البرية أمرًا بالغ الأهمية.

مصر.. نموذج في الاستقرار البيطري ومواجهة الأوبئة

وعلى النقيض من المخاوف الأوروبية، تؤكد التقارير الرسمية أن الوضع في مصر مستقر تمامًا، بفضل الخطط الوقائية المحكمة التي تتبعها وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، لحماية الماشية والطيور من الأمراض الوبائية، وفي مقدمتها إنفلونزا الطيور.

وتعتمد الوزارة في خطتها على حزمة من الإجراءات الدورية تشمل:

تنفيذ حملات سنوية لمكافحة الأمراض المشتركة مثل الدرن البقري والإجهاض المعدي، مع تعويض المربين عن الحالات الإيجابية بعد الذبح الآمن.

التحصينات الوقائية ضد الأمراض الوبائية مثل الحمى القلاعية والجلد العقدي وحمى الوادي المتصدع وإنفلونزا الطيور.

المشاركة في القوافل البيطرية والإرشادية ضمن مبادرات الدولة لتقديم الرعاية المجانية في المناطق الأكثر احتياجًا.

تدريب صغار المربين على أفضل الممارسات البيطرية لضمان الاستدامة الإنتاجية.

جهود مصرية لاعتماد المنشآت المعزولة وتوسيع التصدير

تواصل الهيئة العامة للخدمات البيطرية تنفيذ برنامج “المنشآت المعزولة”، المعتمد دوليًا من المنظمة العالمية لصحة الحيوان، والذي يهدف إلى تمكين الدول من استئناف تصدير منتجاتها الحيوانية مع ضمان خلوها من الأمراض الوبائية.

وقد نجحت مصر في اعتماد عدد من منشآت الدواجن كمناطق آمنة، ما سمح لها بالعودة إلى الأسواق التصديرية بعد توقف دام لسنوات، في خطوة تُعد إنجازًا نوعيًا يعزز من تنافسية صناعة الدواجن المصرية عالميًا.

وتعمل الوزارة حاليًا على توسيع نطاق المزارع الراغبة في الحصول على اعتماد دولي كمناطق خالية من إنفلونزا الطيور، مما يفتح آفاقًا جديدة أمام تصدير المنتجات المصرية عالية الجودة.

خطة وطنية شاملة لمكافحة الأمراض الحيوانية

تتضمن الخطة الوطنية لمواجهة الأمراض الحيوانية في مصر إجراءات وقائية دقيقة تشمل:

تحصينات دورية ضد الأمراض الوبائية المؤثرة على الثروة الحيوانية مثل البروسيلا والسعار والحمى القلاعية.

اختبارات دورية ورقابة ميدانية نشطة داخل المحافظات وعلى الحدود للكشف المبكر عن البؤر المرضية.

تفعيل منظومة الترقيم والتسجيل الإلكتروني للحيوانات لإنشاء قاعدة بيانات دقيقة تساعد في التتبع والإشراف المستمر.

تنظيم سوق الأدوية البيطرية واللقاحات لضمان الجودة ومنع تداول المنتجات غير المطابقة.

مراقبة المنافذ الحدودية والحجر البيطري لمنع دخول الأمراض العابرة للحدود.

أهمية الاستعداد المبكر

يؤكد الخبراء أن النجاح المصري في السيطرة على الأمراض الوبائية يمثل نموذجًا إقليميًا يحتذى به، خاصة في ظل الأوضاع العالمية الراهنة التي تشهد تزايدًا في المخاطر الصحية العابرة للحدود. ويعد الحفاظ على الأمن الغذائي والاستقرار البيئي ركيزة أساسية لضمان استمرار التنمية الزراعية والإنتاج الحيواني في البلاد.