الأرض
الجمعة 19 ديسمبر 2025 مـ 12:43 صـ 27 جمادى آخر 1447 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

تعرف على مستقبل الأرز الهجين المصري وزيادة الإنتاجية

 مستقبل الأرز الهجين المصري
مستقبل الأرز الهجين المصري

كشف د. حمدي الموافي، رئيس المشروع القومي لإنتاج الأرز الهجين والسوبر، عن تفاصيل استراتيجية مصر لتحقيق طفرة حقيقية في إنتاج الأرز، مؤكداً أن الأصناف الهجينة سترفع الإنتاجية بنسبة تتجاوز 25%، مع تعزيز مقاومتها للآفات والتغيرات المناخية، ما يجعلها خطوة أساسية نحو الأمن الغذائي الوطني وتقليل فاتورة الاستيراد.

ويهدف المشروع إلى تدريب المزارعين ونقل التكنولوجيا الحديثة، مع استنباط سلالات مصرية عالية الإنتاج من الأرز الهجين والبسمتي، لتكون مصر ضمن الدول الرائدة عالميًا في هذا المجال بعد الصين والهند.

تدريب المزارعين على الأرز الهجين السوبر

وأوضح الدكتور الموافي أن الأرز الهجين يمثل الحل الأبرز لكسر حاجز الإنتاجية في الأصناف التقليدية، من خلال تقنية "تجميع الجينات" (Gene Pyramiding)، التي تجمع الصفات المرغوبة في تركيب وراثي واحد يصعب كسره، ما يوفر محصولًا أعلى، مقاومة أكبر للآفات، وقدرة فائقة على تحمل التغيرات المناخية.

ولأول مرة في مصر تم إنتاج هجن "سوبر" قصيرة الحبة يصل إنتاجها إلى أكثر من 5 أطنان للفدان، مع جودة عالية تتفوق على الأصناف التقليدية، وتتيح للمزارعين زيادة العائد وتقليل الفاقد.

وأشار الموافي إلى أن المشروع بدأ منذ عام 1995، وسجل أول هجين مصري عام 2005، ثم توسع تدريجيًا لتسجيل أكثر من 15 تركيبا وراثيا، من بينها هجن مصرية وسوبر مثل "سخا سوبر 300"، التي حازت جوائز دولية في معرض جنيف للأمن الغذائي العربي.

وأكد أن التحدي الأكبر كان زيادة مساحة الأرز الهجين في الحقول والتغلب على المعوقات الفنية والمالية والبشرية، وهو ما تم تجاوزه من خلال اعتماد أصناف السوبر التي تبناها المزارعون بسرعة، وصولاً لتحقيق الهدف الأكبر وهو نشر الهجن وتعميمها على كافة المحافظات.

ولفت إلى أن الحفاظ على جودة البذور بنسبة 99% يضمن للمزارع الحصول على أعلى إنتاجية بأقل كمية تقاوى، مع تعزيز الربحية وتقليل الحاجة للاستيراد.

الأرز الهجين يحقق إنتاجية فائقة واستدامة

ويتمثل تأثير المشروع على الأمن الغذائي في مضاعفة إنتاجية الأرز المحلي، حيث أصبحت مصر مكتفية ذاتيًا من الأرز، بل لديها فائض للتصدير، خاصة مع أصناف "سخا سوبر 300" و"جيزة بسمتي 201"، التي توفر إنتاجية عالية وتتحمل الملوحة وتقلل استهلاك المياه بنسبة تصل إلى 30%.

وأشار الدكتور الموافي إلى أن المشروع يسعى لإنشاء مركز التميز الدولي لأبحاث الأرز الهجين (ISHRREC)، والذي يهدف لاستنباط أصناف هجينة وسوبر عالية الإنتاج، وتطوير كفاءات الباحثين، وبناء شراكات دولية، ونقل التكنولوجيا مباشرة إلى المزارعين لتعزيز الإنتاجية، وضمان الاستدامة.

كما كشف أن الدراسات العلمية الحديثة أظهرت أن زراعة الأرز الهجين مدعومة بالتقنيات الحديثة يمكن أن تقلل انبعاثات غازات الدفيئة بنسبة تصل إلى 50%، عبر تقنيات مثل الرّي بالتناوب، استخدام الذكاء الاصطناعي، تحرير الجينات، والإدارة الدقيقة للمواد الغذائية في التربة، ما يجعل الأرز الهجين خيارًا بيئيًا مستدامًا.

وقال إن الأرز الهجين يمثل نقلة نوعية في الإنتاج الزراعي المصري، حيث يحقق إنتاجية أعلى، جودة ممتازة، مقاومة للآفات والتغيرات المناخية، مع تقليل بصمة الكربون، مما يضع مصر في مقدمة الدول المنتجة للأرز عالمياً، ويعزز الأمن الغذائي الوطني.

موضوعات متعلقة