صادرات البصل المصري تربك حسابات كبار المصدرين

تواصل صادرات البصل المصري تعزيز مكانتها كأحد أعمدة الصادرات الزراعية المصرية، بعدما حققت نموًا ملحوظًا خلال السنوات الأخيرة، مدفوعة بجودة المنتج وثقة الأسواق العالمية، في وقت تتجه فيه الأنظار إلى عام 2026 باعتباره محطة جديدة للتوسع وفتح أسواق دولية إضافية.

وتحظى الصادرات المصرية من البصل بسمعة قوية في الأسواق الخارجية، نظرًا لتميزها بالجودة العالية والقدرة على التوريد المنتظم على مدار العام، وهو ما جعل البصل المصري خيارًا مفضلًا للعديد من الدول المستوردة.

صادرات البصل المصري تعزز الاقتصاد الزراعي

كشفت أحدث التقارير الصادرة عن وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي عن استمرار النمو اللافت في حجم صادرات البصل المصري خلال عام 2025، مؤكدة أن هذا المحصول بات أحد العناصر الرئيسية الداعمة للاقتصاد الزراعي.

وأوضح التقرير أن البصل الطازج احتل المركز الخامس ضمن قائمة الصادرات الزراعية المصرية، بإجمالي كميات بلغت نحو 282 ألف طن، مع توقعات رسمية بتجاوز حاجز 300 ألف طن قبل نهاية العام، في مؤشر يعكس الطلب المتزايد والثقة الدولية في المنتج المصري.

وفي السياق ذاته، تجري حاليًا مفاوضات مكثفة بين الحجر الزراعي المصري ونظرائه في دولة المكسيك، بهدف فتح السوق المكسيكي أمام البصل المصري، وهو ما يمثل خطوة استراتيجية نحو تنويع الأسواق التصديرية وتقليل الاعتماد على أسواق بعينها.

زراعة البصل في مصر… قاعدة الإنتاج والتصدير

تشير تقارير الإرشاد الزراعي إلى أن زراعة البصل تُعد من أهم الأنشطة الزراعية في مصر، لما يتمتع به المحصول من قيمة اقتصادية مرتفعة وأهمية غذائية كبيرة، إذ يُعد مصدرًا غنيًا بالفيتامينات والمعادن، فضلًا عن دخوله في العديد من الصناعات الغذائية.

وتنتشر زراعة البصل في محافظات الفيوم وكفر الشيخ والمنيا والدقهلية، بفضل توافر التربة الملائمة ومصادر المياه، حيث يعتمد المزارعون على تقنيات زراعية متنوعة، سواء بزراعة البذور أو الفسائل، مع التركيز على إعداد الأرض جيدًا وتحسين خصوبتها باستخدام الأسمدة العضوية والكيميائية، بما يضمن إنتاجية مرتفعة وجودة عالية.

ورغم النجاحات المتحققة، يواجه التوسع في الإنتاج والتصدير تحديات عدة، أبرزها الأمراض الفطرية والفيروسية مثل تعفن الجذور والأوراق، إلى جانب مشكلات الري والجفاف. وللتغلب على هذه التحديات، يتجه المزارعون إلى تطبيق نظم الري الحديث، وعلى رأسها الري بالتنقيط، مع الالتزام بالممارسات الزراعية السليمة، مثل التناوب الزراعي والحصاد في التوقيت المناسب.

كما تسهم برامج البحث العلمي والدعم الحكومي في تطوير الأصناف وتحسين الإنتاجية، بما يعزز قدرة مصر على تلبية احتياجات السوق المحلي ودعم خطط التوسع التصديري.

استنباط أصناف جديدة لتعزيز القدرة التنافسية

من جانبه، أوضح تقرير صادر عن قسم بحوث البصل بمركز البحوث الزراعية أن العمل جارٍ حاليًا على استنباط أصناف جديدة من البصل تتميز بارتفاع الإنتاجية والجودة، لتلبية متطلبات السوق المحلي ودعم الصادرات.

وأشار التقرير إلى أن الأصناف المصرية تمتاز بارتفاع نسبة المادة الجافة، وهو ما يمنحها قدرة عالية على تحمل التخزين لفترات طويلة دون تلف، فضلًا عن كفاءتها في تحمل الشحن البحري لمسافات بعيدة، مقارنة بالأصناف الأجنبية التي تفقد جزءًا كبيرًا من قيمتها الغذائية خلال أسابيع قليلة.

وأضاف أن تغير أذواق المستهلكين في الأسواق الخارجية أسهم في زيادة الطلب على البصل المصري المجفف، لما يتمتع به من خصائص غذائية مهمة، أبرزها دعم المناعة والوقاية من الأمراض. ويعكس ذلك أهمية التوسع في تجفيف البصل كأحد الحلول الذكية لزيادة القيمة المضافة، وتجاوز التحديات المرتبطة بتكاليف الشحن والتخزين الطازج.