الزراعة تكشف حقيقة البطاطس الملوثة بالمبيدات المتداولة

أكد الدكتور بهي الدين مرسي، الطبيب والمفكر المصري، عدم صحة المنشور المتداول مؤخرًا على مواقع التواصل الاجتماعي، الذي نسب إليه تصريحات حول وجود بطاطس مرشوشة بالمبيدات داخل إحدى السلاسل التجارية الكبرى، موضحًا أن الواقعة قديمة تعود إلى عام 2017، وكانت حالة فردية تم التعامل معها في حينها من قبل أجهزة الدولة بشكل صارم.

وأوضح مرسي أن الجهات الرقابية قامت حينها بإعدام الكميات المضبوطة بالكامل، مؤكدًا أنه لم يُرصد أي تكرار لمثل هذه الحوادث خلال السنوات الثماني الماضية، مشيدًا في الوقت نفسه بجودة المنتجات الزراعية المصرية ووعي المزارعين بطرق التخزين والحفظ الآمن للسلع الغذائية، خاصة البطاطس التي تُخزَّن في ثلاجات متخصصة بدرجات حرارة مناسبة للحفاظ على جودتها.

وأشار المفكر المصري إلى أن إعادة تداول واقعة قديمة على أنها حديثة أمر يضر بسمعة الدولة، في وقت تشهد فيه مصر طفرة كبيرة في حجم الصادرات الزراعية، مؤكدًا أن سمعة المنتج المصري في الأسواق العالمية قوية وآمنة.

ولفت إلى أن توقيت إعادة نشر تلك الشائعة تزامن مع استعداد البلاد لاستقبال وفود سياحية عالمية لحضور افتتاح المتحف المصري الكبير، معتبرًا أن هذه الشائعات تهدف إلى الإساءة إلى سمعة المنتجات المصرية.

وشدد مرسي على أنه سيتخذ إجراءات قانونية ضد أي شخص يعيد نشر تلك المزاعم، واصفًا ما جرى بأنه "محاولة متعمدة لتشويه سمعة الزراعة المصرية"، داعيًا الجميع إلى تحري الدقة وعدم تداول الشائعات دون تحقق، مضيفًا: "الواقعة صحيحة في عام 2019 وقت اكتشافها، أما الآن فلا وجود لها إطلاقًا."

الزراعة: لا صحة للشائعة والبطاطس المصرية آمنة تمامًا

من جانبه، أكد الدكتور أحمد عضام، رئيس قطاع الخدمات والمتابعة بوزارة الزراعة، أن ما يتم تداوله عبر وسائل التواصل حول وجود بطاطس مرشوشة بالمبيدات عارٍ تمامًا من الصحة، مشيرًا إلى أن مثل هذه الشائعات تستهدف ضرب سمعة الصادرات الزراعية المصرية التي شهدت قفزة غير مسبوقة خلال العام الجاري.

وأوضح عضام أن البطاطس المصرية تُخزَّن داخل ثلاجات معتمدة ومطابقة للمواصفات القياسية، وتخضع لرقابة مشددة من وزارة الزراعة والجهات المعنية، لضمان سلامة التخزين من حيث درجات الحرارة ونسب الرطوبة وسلامة المنتج الغذائي.

وأضاف أن صادرات البطاطس المصرية تجاوزت 1.3 مليون طن هذا العام، مقابل نحو 974 ألف طن العام الماضي، بزيادة 33%، ما يعكس الثقة الدولية في جودة المحصول المصري. وأشار إلى أن إجمالي إنتاج مصر من البطاطس يتراوح بين 6 و7 ملايين طن سنويًا، بينما يبلغ الاستهلاك المحلي نحو 3 ملايين طن، إضافة إلى 1.2 مليون طن مخصصة للتصنيع و500 ألف طن كتقاوي.

وبيّن أن زراعة البطاطس الحالية تخص العروتين الشتوية والمحيرة، اللتين يبدأ حصادهما منتصف نوفمبر، مؤكدًا أن الأسواق المحلية ستشهد وفرة كبيرة في الإنتاج المحلي خلال الأسابيع المقبلة.

عبدالستار: الدولة توطّن صناعة المبيدات لضمان الجودة

وفي السياق نفسه، أضاف الدكتور مصطفى عبدالستار، أمين لجنة المبيدات ومكافحة الآفات بوزارة الزراعة، أن ما أُثير مؤخرًا حول تداول بطاطس مرشوشة بالمبيدات في الأسواق غير دقيق تمامًا، مشيرًا إلى أن الهدف من ترويج هذه الشائعات إثارة القلق بين المواطنين دون مبرر.

وأكد عبدالستار أن تخزين البطاطس في مصر يتم وفق معايير دقيقة، داخل غرف تبريد معتمدة تستخدم بعد خروج المحصول من الحقول مباشرة، موضحًا أن الوزارة تتابع باهتمام كل مراحل التداول والتخزين، بالتنسيق مع جهاز حماية المستهلك والرقابة التموينية، لضمان سلامة السلع المعروضة في السلاسل التجارية.

وأشار إلى أن الدولة بدأت فعليًا في تنفيذ خطة لتوطين صناعة المبيدات داخل مصر، بهدف تقليل الاعتماد على الاستيراد وضمان جودة المستحضرات المتداولة ومكافحة السوق السوداء للمبيدات المغشوشة.

وأضاف أن حجم استهلاك مصر من المبيدات يبلغ نحو 10 آلاف طن سنويًا، منها 35% يتم إنتاجها محليًا، بينما يُستورد 65% من الصين والهند وألمانيا وفرنسا وإيطاليا، مؤكدًا أن ضبط جودة المبيدات أحد أهم محاور حماية الأمن الغذائي المصري.

التزام حكومي لحماية سمعة الزراعة المصرية

واختتم مسؤولو الزراعة تصريحاتهم بالتأكيد على أن المنتج الزراعي المصري يتمتع بسمعة عالمية طيبة بفضل الرقابة الصارمة وتطبيق معايير الجودة الأوروبية، مشددين على أن نشر الشائعات دون تحقق يضر بالاقتصاد الوطني ويستهدف ضرب ثقة المستهلكين في الإنتاج المحلي.

وأكدوا أن الزراعة المصرية أصبحت علامة موثوقة في الأسواق العالمية، وأن الدولة ماضية في دعم المزارعين وتشديد الرقابة على تداول المنتجات لضمان استمرار تميز الصادرات الزراعية المصرية في الخارج.