مصر تعيد رسم خريطة التصدير الزراعي عالميًا
أكدت وزارة الاستثمار والتجارة الخارجية في أحدث تقاريرها أن قيمة الصادرات الزراعية المصرية بلغت نحو 3 مليارات و631 مليون دولار خلال الفترة من يناير حتى سبتمبر 2025، في إنجاز جديد يرسّخ مكانة مصر كأحد أبرز المصدرين الزراعيين على مستوى الشرق الأوسط وأفريقيا.
وتشير البيانات الرسمية إلى أن معدل التصدير الزراعي شهد ارتفاعًا ملحوظًا خلال الشهور التسعة الماضية، وسط توقعات حكومية بأن تصل نسبة الزيادة بنهاية العام إلى ما بين 10 و15% مقارنة بالعام السابق، وهو ما يعكس نجاح السياسات الزراعية الجديدة في دعم القطاع وتعزيز قدرته التنافسية عالميًا.
168 دولة تستورد الحاصلات المصرية
وفقًا لبيانات وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، تصدّر مصر حاليًا نحو 405 منتجًا زراعيًا إلى 168 دولة حول العالم، مع استمرار المفاوضات لفتح أسواق جديدة أمام المنتجات المصرية، خصوصًا في آسيا وأمريكا اللاتينية.
وتُعد هذه القفزة نتيجة مباشرة لتطبيق معايير الجودة العالمية وتوسيع نطاق الرقابة على منظومة الحجر الزراعي بما يضمن سلامة المنتج ورفع كفاءته التصديرية.
6 محاور استراتيجية لنهضة الصادرات الزراعية
كشف علاء فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، أن الدولة تنفّذ خطة استراتيجية شاملة تقوم على ستة محاور رئيسية تهدف إلى تعزيز تنافسية الصادرات الزراعية وتحقيق الاستدامة في هذا القطاع الحيوي، وهي:
1. فتح أسواق جديدة بالتعاون مع المكاتب التجارية بالخارج، لتوسيع نطاق التواجد المصري عالميًا.
2. تطوير منظومة الحجر الزراعي والمعامل وتحديث بنيتها التحتية، مما مكّن مصر من الحصول على شهادات اعتماد دولية عززت ثقة الأسواق الأوروبية بمنتجاتها.
3. التحول نحو الزراعة الذكية لمواجهة آثار التغير المناخي وندرة المياه، من خلال التعاون بين مركز البحوث الزراعية ومنظمة الفاو لاستنباط أصناف جديدة مقاومة للجفاف والحرارة.
4. التوسع في مشروعات الاستصلاح الزراعي الكبرى مثل الدلتا الجديدة ومشروع 1.5 مليون فدان ومستقبل مصر، التي تسهم في مضاعفة الإنتاج وإضافة أكثر من 3.5 مليون فدان للرقعة الزراعية.
5. استمرار دعم الدولة للأسمدة وتطبيق منظومة الزراعة التعاقدية لضمان استقرار الأسعار وتحسين دخل المزارعين، حيث تتحمل الحكومة أكثر من 70 مليار جنيه سنويًا لدعم الأسمدة.
6. تنشيط التعاونيات الزراعية وتحويلها إلى كيانات إنتاجية فاعلة تعزز جودة المنتج وترفع قدرته التنافسية في الأسواق العالمية.
7.5 مليون طن صادرات حتى الآن
وأشارت تقارير وزارة الزراعة الأخيرة إلى أن إجمالي كميات الحاصلات المصدَّرة حتى الآن بلغ نحو 7.5 مليون طن، تصدّرتها الموالح، تليها البطاطس والبصل والعنب والطماطم والبطاطا والثوم، وهو ما يعكس تنوع السلة الزراعية المصرية وقدرتها على تلبية احتياجات الأسواق الدولية.
أهمية الإنجاز الزراعي المصري
تؤكد هذه الأرقام أن القطاع الزراعي المصري لم يعد مجرد ركيزة غذائية داخلية، بل أصبح قاطرة حقيقية للنمو الاقتصادي ومصدرًا مهمًا للعملة الصعبة، يعزز من توازن الميزان التجاري ويدعم مكانة مصر في سلاسل الإمداد الغذائية العالمية.
إن استمرار هذا النمو يفتح آفاقًا واسعة أمام الاستثمار الزراعي والتصنيع الغذائي، ويمنح الزراعة المصرية دورًا محوريًا في تحقيق الأمن الغذائي العربي والإفريقي.


.jpg)























