الأرض
الخميس 11 ديسمبر 2025 مـ 09:49 مـ 20 جمادى آخر 1447 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

الزراعة تحت الأنفاق البلاستيكية تحمي الطماطم من تقلبات الشتاء

الزراعة تحت الأنفاق البلاستيكية
الزراعة تحت الأنفاق البلاستيكية

تُعد الزراعة تحت الأنفاق البلاستيكية من أهم التقنيات الحديثة التي ساهمت في سد الفجوة الإنتاجية للطماطم خلال أشهر الندرة (مارس وإبريل ومايو)، إذ توفر بيئة مثالية لنمو النباتات وتخطي مخاطر البرودة والصقيع، ما يضمن وصول محصول بجودة عالية إلى الأسواق ويحافظ على استقرار الأسعار للمستهلكين.


فوائد الزراعة تحت الأنفاق البلاستيكية للطماطم

تأتي أهمية الطماطم في كونها واحداً من أكثر محاصيل الخضر انتشاراً في مصر بمساحات تتجاوز 350 ألف فدان سنوياً، إلا أن حساسيتها الشديدة لانخفاض درجات الحرارة تؤثر بشكل ملحوظ في إنتاجها. وهنا تظهر قيمة الأنفاق البلاستيكية التي ترفع درجات الحرارة داخلها إلى المعدل المناسب لنمو النبات والإزهار والعقد، والذي يتراوح بين 25 و35 درجة مئوية نهاراً و15 إلى 25 درجة ليلاً.

كما تساعد هذه الأنفاق في حماية الأزهار من البرودة، التي قد تؤدي إلى فشل عمليات التلقيح وتساقط الأزهار، مما ينعكس سلباً على حجم الإنتاج.

6 أسرار لنجاح الزراعة تحت الأنفاق البلاستيكية

1. التحكم في الرطوبة والتهوية

يشدد الخبراء على ضرورة الحفاظ على رطوبة تتراوح بين 60 و65% داخل الأنفاق، مع التهوية المنتظمة لتفادي انتشار الأمراض الفطرية وتقليل مخاطر نقص الكالسيوم الذي يؤدي إلى إصابة الثمار بمرض عفن الطرف الزهري. فالتهوية ليست فقط لحماية النباتات، بل أيضاً لتعزيز عملية التلقيح والعقد.

2. ملاءمة التربة وتحمل الملوحة

تنجح زراعة الطماطم تحت الأنفاق في معظم أنواع الأراضي المصرية، خصوصاً الأراضي الخفيفة جيدة الصرف، وهي قادرة على الإنتاج اقتصاديًا حتى ملوحة 1600 جزء في المليون. ومع ذلك، فإن زيادة الأملاح ترفع احتمالات الإصابة بالنيماتودا والأمراض الفطرية، ما يتطلب عناية خاصة بالتسميد ومواعيد الري.

3. مواعيد الزراعة المثالية

تُعد الفترة من منتصف نوفمبر إلى منتصف ديسمبر الأنسب لزراعة الشتلات داخل الأنفاق، بهدف طرح محصول مبكر في شهري فبراير ومارس، حين تكون الأسعار في أعلى مستوياتها. ويحتاج الفدان إلى ما بين 7 و8 آلاف شتلة ناتجة من 25–30 جراماً من بذور الهجين، مع تفضيل الأصناف القوية مثل «GS12» و«الوادي» ومجموعة «Ty» المقاومة للأمراض.

4. برنامج الري المنظم

يعد انتظام الري من أهم عناصر نجاح الزراعة تحت الأنفاق، إذ إن زيادة المياه تسبب أعفان الجذور وتشقق الثمار، بينما يؤدي نقصها إلى صغر الحجم وسقوط الأزهار. ويكون برنامج الري الأمثل كالتالي:

5 م³/فدان يومياً خلال أول 15 يوماً.

10 م³/فدان يومياً في الشهر الثاني.

20 م³/فدان يومياً من الشهر الثالث وحتى نهاية الموسم.

5. تغذية نباتية متوازنة

ينبغي تحقيق توازن دقيق بين النيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم، مع وقف التسميد الآزوتي قبل الحصاد بثلاثة أسابيع. كما يُوصى بإضافة نترات الكالسيوم وسلفات الماغنسيوم والعناصر الصغرى (الحديد – الزنك – المنجنيز) أسبوعياً لدعم صلابة الثمار وتحسين جودتها.

6. الإنتاج والحصاد

يبدأ الحصاد بعد 110 إلى 120 يوماً من الزراعة، ويستمر لمدة تتراوح بين 2.5 و4 أشهر تبعاً للصنف والظروف المناخية، ويتم الجمع عادة مرتين أسبوعياً. وعند الالتزام الكامل ببرامج الري والتسميد ومكافحة الآفات، يمكن أن يتراوح إنتاج الفدان بين 20 و50 طناً.


تحديات الأمراض والآفات

تتعرض الطماطم داخل الأنفاق لعدة أمراض شائعة، أبرزها: الندوة المبكرة والمتأخرة، العفن الأبيض، البياض الدقيقي، الذبول، عفن القاعدة، والتبقع البكتيري. كما تهدّدها آفات خطيرة مثل العنكبوت الأحمر، الذبابة البيضاء، والدودة القارضة.

ويؤكد الخبراء أن الالتزام بالدورة الزراعية، وتطبيق معدلات التهوية المناسبة، واستخدام المبيدات الموصى بها من وزارة الزراعة، هي عوامل كفيلة بخفض نسب الإصابة وتحقيق إنتاجية عالية ومستقرة.