«الزراعة» تخطط لزيادة مساحات الفول البلدي
يشهد محصول الفول البلدي في مصر موسمًا استثنائيًا هذا العام، وصفه الخبراء بـ“الموسم الذهبي”، نظرًا لتوافر الظروف المناخية المثالية وارتفاع مؤشرات الإنتاجية المتوقعة، في ظل توجه وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي نحو التوسع في المساحات المزروعة وتقليل الاعتماد على الاستيراد.
150 ألف فدان من الفول البلدي وخطط لزيادة الإنتاج المحلي
تُقدَّر المساحات المزروعة من الفول البلدي بنحو 150 ألف فدان، وتسعى وزارة الزراعة إلى زيادتها خلال المرحلة المقبلة بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي وتقليل الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك، خاصة أن الفول يُعد من الوجبات الأساسية على مائدة المصريين، ولا سيما في وجبة الإفطار.
تصريحات "فهيم": التزام المزارعين هو مفتاح موسم استثنائي
أكد الدكتور محمد علي فهيم، رئيس مركز معلومات تغير المناخ بمركز البحوث الزراعية، أن العام الحالي يُعد “أفضل مواسم الفول البلدي منذ سنوات”، مشيرًا إلى أن الإنتاجية قد تتراوح بين 15 و18 أردبًا للفدان، شريطة الالتزام الصارم بالتوصيات الفنية للزراعة، بدءًا من اختيار الصنف ومواعيد الزراعة المناسبة وحتى إدارة الري والتسميد والمكافحة.
مواعيد الزراعة الدقيقة لكل منطقة
أوضح “فهيم” أن مواعيد الزراعة تختلف باختلاف المناطق:
الوجه البحري والدلتا وسيناء: من 10 إلى 25 نوفمبر.
الجيزة والفيوم: من 30 أكتوبر إلى 20 نوفمبر.
مصر الوسطى: من 20 أكتوبر حتى 15 نوفمبر.
جنوب الصعيد: من 25 أكتوبر إلى 10 نوفمبر.
ونصح بتأخير الزراعة من 10 إلى 15 يومًا في الأراضي المصابة بـ"الهالوك" لتقليل نسب الإصابة.
التلقيح البكتيري وزيادة كفاءة التسميد
شدد فهيم على ضرورة التلقيح البكتيري بالعقدين لرفع كفاءة النبات في تثبيت الآزوت الجوي، وتقليل الحاجة إلى الأسمدة النيتروجينية. ويُستخدم كيس واحد من العقدين للفدان في الأراضي القديمة، بينما تحتاج الأراضي الجديدة إلى كيسين أو ثلاثة، مع الزراعة والري مباشرة بعد المعاملة.
اختيار الأصناف المناسبة لكل منطقة
اختيار الصنف الملائم يمثل أساس نجاح المحصول. ومن أبرز الأصناف الموصى بها: جيزة 716، جيزة 843، مصر 1، سخا 1، ونوبارية 1، والتي تتنوع في مقاومتها للأمراض والهالوك، إضافة إلى ملاءمتها لأنواع مختلفة من التربة.
الري المنتظم والممارسات الزراعية الصحيحة
الري المنتظم عنصر حاسم في نجاح موسم الفول البلدي؛ إذ تُجرى أول رية بعد 30–45 يومًا من الزراعة حسب نوع التربة، مع ضرورة تجنب الغرق أو العطش، خاصة في فترات التزهير والعقد.
كما يُوصى بإضافة 15 كيلوجرامًا من النيتروجين للفدان كجرعة تنشيطية عند الزراعة، ويفضَّل استخدام سلفات النشادر بدلًا من اليوريا لتفادي التبقع والأضرار التي قد تصيب العقد الجذرية.
مكافحة الآفات والأمراض لحماية الإنتاج
حذّر فهيم من احتمالية زيادة نشاط الآفات الحشرية مثل المن والذبابة البيضاء نتيجة تقلبات الطقس، مؤكدًا أهمية المتابعة الدورية للحقول، خصوصًا في مواجهة الأمراض الفطرية كالتبقع البني والصدأ وأعفان الجذور. وشدد على ضرورة الاعتماد على الأصناف المقاومة وتطبيق برامج المكافحة الموصى بها من قِبل مركز البحوث الزراعية.
فرصة ذهبية لمزارعي الفول البلدي
اختتم رئيس مركز معلومات تغير المناخ بتأكيده أن هذا الموسم يمثل فرصة ذهبية لمزارعي الفول البلدي، مع توافر الظروف المثالية للتربة والمناخ وارتفاع فرص تحقيق إنتاجية قياسية، داعيًا المزارعين إلى الالتزام الكامل بالتوصيات الفنية لتحقيق موسم ناجح ومثمر يدعم الأمن الغذائي المصري.


.jpg)























