التغيرات المناخية في الشتاء ترفع مخاطر الأمراض الزراعية
تشكل التغيرات المناخية في الشتاء تحديًا حقيقيًا للموسم الزراعي الحالي، بعدما كشفت المؤشرات المناخية عن اختلافات جوهرية وغير مسبوقة مقارنة بالعام الماضي، ما يستدعي من المزارعين إعادة النظر في أساليبهم وعدم تكرار المعاملات التقليدية، والالتزام بتوصيات فنية دقيقة تتلاءم مع طبيعة المرحلة الراهنة لضمان استقرار الإنتاج وجودته.
التغيرات المناخية في الشتاء تغير المعاملات الزراعية
أكد الدكتور محمد فهيم، رئيس مركز معلومات تغير المناخ، أن شتاء هذا العام يتميز ببرودة متباينة ومتأخرة نسبيًا، مصحوبة بارتفاع واضح في معدلات الرطوبة وطول فترات الطقس البارد، وهي عوامل تؤثر بشكل مباشر على النمو الفسيولوجي للمحاصيل الشتوية، وتفرض نمطًا جديدًا من الإدارة الزراعية.
وأوضح أن المحاصيل الحقلية، وعلى رأسها القمح والشعير والكتان، تعد من أكثر المحاصيل استفادة من هذه الظروف، بشرط تطبيق معاملات تغذية متوازنة تعتمد على معدلات مرتفعة من الفوسفور مع خفض نسب السيتوكينين، بما يسهم في تعزيز التفريع وزيادة قوة النمو الخضري دون إجهاد النبات.
تحذير من التسرع في معاملات أشجار الفاكهة
وفيما يتعلق بأشجار الفاكهة المتساقطة الأوراق، مثل العنب، الزيتون، الخوخ، التفاح، الكمثرى، التين، والبرقوق.
شدد فهيم على أن معدلات البرودة المسجلة حتى الآن لا تزال أقل من الحد الفسيولوجي المؤثر، ولم تحقق الساعات الكافية لكسر السكون الطبيعي.
وحذر من التسرع في استخدام كاسرات السكون أو تغطية كروم العنب بالبلاستيك، أو الإفراط في مثبتات التزهير، لما لذلك من آثار سلبية مستقبلية تشمل ضعف الخصوبة، وسوء التحجيم والتلوين، خاصة في الزراعات المبكرة التي تتأثر سريعًا بالتغيرات الحرارية.
إرشادات دقيقة للزراعات تحت الأنفاق البلاستيكية
وأشار رئيس مركز معلومات تغير المناخ إلى أن الزراعات المحمية تحت الأنفاق البلاستيكية، مثل الطماطم، الفلفل، الباذنجان، الكوسة، والكنتالوب، تواجه خطر النمو الخضري الغض، الذي قد يلامس الغطاء البلاستيكي خلال موجات الصقيع، ما يعرض النباتات للإجهاد والأمراض.
وأكد ضرورة الالتزام بري خفيف في الصباح الباكر وعلى فترات متقاربة، مع دعم النباتات بالأحماض الأمينية، والهيومك، والفولفيك، إلى جانب استخدام الجلوكونات أو هيدروكسيد النحاس، والكبريت الميكروني، مع أهمية التهوية الجيدة داخل الأنفاق. كما أوصى بالرش الوقائي بسيليكات البوتاسيوم، والطحالب، والسيتوكينين، مع التنبيه الشديد لعدم الخلط الخاطئ مع مركبات النحاس.
إنذار مبكر بظهور الصدأ الأصفر في القمح
وفي رسالة تحذيرية للمزارعين، أعلن فهيم رصد مؤشرات أولية لمرض الصدأ الأصفر في القمح بواقع ثلاث وحدات مرضية، مؤكدًا أن الوضع لا يزال في مراحله المبكرة، لكنه يتطلب يقظة ومتابعة دقيقة، خاصة للأصناف الحساسة مثل جميزة 11، سدس 12، ومصر 1.
ونصح بإجراء فحص دوري منتظم عقب نهاية شهر ديسمبر، مع التدخل الفوري عند ظهور أي أعراض باستخدام مبيدات تحتوي على مادة دايفينوكونازول للحد من انتشار المرض.
أمراض الرطوبة العالية تهدد المحاصيل الشتوية
واختتم رئيس مركز معلومات تغير المناخ تصريحاته بالتنبيه إلى أن ارتفاع الرطوبة خلال الفترة المقبلة قد يفتح الباب أمام انتشار واسع للأمراض الفطرية، أبرزها اللفحة المتأخرة في البطاطس، والتبقع السركسبوري في البنجر، واللطعة الأرجوانية في البصل والثوم، والعفن الرمادي في الفراولة والصوب الزراعية، إضافة إلى الندوة المبكرة والعفن الأبيض في عدد من المحاصيل.
وأكد أن الاكتشاف المبكر والتدخل السريع باستخدام المواد الفعالة المعتمدة مثل أزوكسي ستروبين، ميتالكسيل-إم، مانكوزيب، دايفينوكونازول، تيبوكونازول، ومركبات النحاس، يمثلان خط الدفاع الأول لحماية الإنتاج الزراعي، مع الالتزام الصارم بجداول المبيدات المعتمدة، خاصة للمحاصيل المخصصة للتصدير.


.jpg)


















