روسيا تواجه أدنى محصول من الحنطة السوداء منذ بداية القرن الحالي

تستعد روسيا لحصاد هو الأدنى من الحنطة السوداء منذ مطلع القرن الحادي والعشرين، مما يثير مخاوف من ارتفاع الأسعار وعودة أزمة مشابهة لما شهدته البلاد عام 2014. ويرجع المحللون هذا التراجع إلى تقلص المساحات المزروعة وضعف الجدوى الاقتصادية للمزارعين خلال المواسم الماضية.
تراجع المساحات المزروعة وأثر الأسعار
انخفضت المساحات المزروعة بالحنطة السوداء هذا العام بنسبة تقارب 32%، بعد أن تراجعت أسعار الشراء في السنوات السابقة إلى مستويات جعلت المحصول غير مربح للمنتجين. ومع تقلص الإمدادات المحتملة، بدأ المستهلكون في شراء الحبوب وتخزينها تحسبا لنقص متوقع في الأسواق.
الأحوال الجوية تزيد الوضع سوءا
في إقليم ألتاي، أكبر منطقة منتجة للحنطة السوداء في روسيا والمسؤولة عن أكثر من نصف الإنتاج الوطني، تأخر الحصاد بسبب الأمطار الغزيرة. ويؤكد الخبراء أن حتى تحسن الطقس لن يعوّض الخسائر، وأن الإنتاج سيكون أدنى بكثير من المعدلات المعتادة.
توقعات بتراجع تاريخي في الإنتاج
تشير تقديرات مركز "بروزرنو" التحليلي إلى أن إجمالي حصاد الحنطة السوداء في روسيا لعام 2025 سيتراوح بين 880 و900 ألف طن فقط، وهو أدنى مستوى يسجل في العقدين الأخيرين. وقد لا تكفي هذه الكميات لتلبية الطلب المحلي، ما سيؤدي إلى ارتفاع الأسعار وربما تقييد الصادرات للحفاظ على الإمدادات الداخلية.
مخاوف من أزمة غذائية محدودة
رغم تطمينات المسؤولين بأن الوضع تحت السيطرة، يرى مراقبون أن أي نقص في هذا المحصول الأساسي، الذي يشكل عنصرا رئيسيا في النظام الغذائي الروسي، قد يعيد البلاد إلى مشهد الطوابير والقيود على المبيعات الذي رافق أزمة عام 2014.