فاكهة بلا بذور تغزو الأسواق وتدعم الصادرات

يُعد العنب من أقدم الفواكه التي عرفها الإنسان وزرعها عبر العصور، وقد ارتبط اسمه دائماً بالصحة والرخاء والثراء الزراعي. وبينما تتعدد أنواعه ومذاقاته، يبرز عنب السلطاني – المعروف عالمياً باسم "طومسون سيدلس" (Thompson Seedless) – كأحد أكثر الأصناف قيمة وأهمية على الصعيدين الغذائي والاقتصادي.
خصائص فريدة.. وراء كل ثمرة قيمة مضافة
يتميز عنب السلطاني بحبّاته الصغيرة الخالية من البذور، ما يجعله الخيار الأمثل لعمليات التجفيف وإنتاج الزبيب. هذه الفاكهة ذات القشرة الرقيقة والمذاق السكّري الحلو تُعرف في بعض البلدان باسم "العنب الكشمشي"، وتُستخدم على نطاق واسع في صناعة الزبيب، خاصة الزبيب الذهبي الذي يشهد طلباً متزايداً في الأسواق المحلية والعالمية.
تركيا.. في صدارة الإنتاج العالمي
تلعب تركيا دوراً ريادياً في زراعة وتصدير عنب السلطاني، بفضل مناخها الملائم وخبراتها الزراعية المتراكمة.
وتُشير التقديرات إلى أن إنتاج الهكتار الواحد من هذا العنب قد يصل إلى نحو 50 طناً، ما يعكس مدى أهميته الاقتصادية كأحد أعمدة صناعة الفواكه المجففة وتصديرها إلى مختلف أنحاء العالم.
الزبيب الذهبي.. من المزرعة إلى الأسواق العالمية
يُستخلص من عنب السلطاني الزبيب الذهبي، وهو منتج غذائي غني بالعناصر المغذية ويُجفف بعناية تحت أشعة الشمس أو من خلال تقنيات التجفيف الحديثة التي تضمن الحفاظ على نكهته الفريدة وجودته العالية. وتحظى هذه المنتجات بإقبال واسع لما تمتاز به من قيمة غذائية وطعم لذيذ يدخل في العديد من الصناعات الغذائية، من المخبوزات إلى الأطعمة الصحية.
محصول استراتيجي في قلب الاقتصاد الزراعي
لا يقتصر عنب السلطاني على كونه فاكهة موسمية لذيذة، بل يُعد محصولاً استراتيجياً يساهم في دعم الأمن الغذائي وتعزيز الصادرات الزراعية في الدول المنتجة.
كما يلعب دوراً محورياً في تنشيط الصناعات المرتبطة مثل تجفيف الفواكه، والتغليف، والنقل، مما يجعله رافداً اقتصادياً متكاملاً.