أسرار مخفية لشركات المخصبات يكشفها تزهير النبات

حقيقة مركب نيتروجين وملوبيدنيوم وأكسين وسيتوكينين.. أخطاء فنية شائعة

* مزارع زيتون يسأل:

- كان التزهير قليل جدا في أشجار زيتون البيكوال، فرشيت مركب يحتوي على: نيتروجين وملوبيدنيوم وأكسين وسيتوكينين، فزاد التزهير والعقد .. فما السر وراء ذلك (أقصد التفسير العلمي).

جواب "الأرض":

- التركيبات على العبوات السمادية أو المبيدة، عادة ما تكون خادعة، أو تخفي "سر الصنعة"، كما يقولون، أو ال "نو هاو".

وحسب اجتهادنا فإن النيتروجين الذي يشير إليه مركب مثل هذا، لا يمكن أن يكون مصدره سماد آزوتي مباشر (يوريا، نترات، أو سلفات نشادر)، وله احتمالان:

- الأول: ربما يكون الفوسفور ضمن عناصر المركب، فيكون النيتروجين هنا "أميني"، ومصدره الماب MAP، لأن الأخير عبارة عن أمونيا + حمض الفوسفوريك، وهنا تخفي الشركة عنصر الفوسفور في المركب الذي أشار إليه المزارع السائل.

- الاحتمال الثاني للنيتروجين في المركب: هو وجود الحمضين الأمينيين (الجلوتامين والبرولين) - أحدهما أو كلاهما، وفيهما الآتي:

# مجموعات_الجلوتامين ورمزه الكينيائي C5H10N2O3:

1. مجموعة أمين (-NH₂)

2. مجموعة كربوكسيل (-COOH)

3. مجموعة أميد (-CONH₂) في السلسلة الجانبية.

لذا، فإن الجلوتامين يحتوي على ثلاث مجموعات وظيفية رئيسية، وهنا يكون ⁠النيتروجين في المركب المقصود عبارة عن نيتروجين أميني وأميدي معا، من الحمض الأميني (جلوتامين).

#مجموعتا_البرولين:

الأميني البرولين، ورمزه الكيميائي: C5H9NO2، ويتكون من مجموعتين (أمين NH2)، وكربوكسيل COOH، ويلاحظ هنا احتواء البرولين، وسابقا الجلوتامين على كربون عضوي أيضا C، أي أنه مع الجلوتامين يوفران الكربون العضوي الذي يفيد في ضبط معادلة C/N ratio، وهي ضرورية لتكوين الأزهار مكتملة الأعضاء الجنسية (الأزهار الخنثى)، أي التي تحتوي على أعضاء التذكير والتأنيث في الزهرة باكتمال النضج.

#دور الأوكسين والسيتوكينين في التزهير والعقد

- ونأتي هنا إلى دور الأوكسين والسيتوكينين في التزهير، ثم العقد الثمري، وهو دور كيميائي حيوي عميق، حيث تؤدي الهرمونات دورا مساعدا في حث النبات على التزهير أولا، كالتالي:

# لكي يعمل المركب على التزهير والعقد معا، فمن الضروري أن يكون الأوكسين المستخدم هو NAA (نفثالين أسيتيك أسيد)، ورمزه الكيميائي C12-H10-O2، أو كلوروفينوكسي أسيتيك أسيد D 2.4، وتركيبه الكيميائي هو C₈H₆Cl₂O₃، ومن تركيب الهرمونين نجد فيهما مجموعة كربوكسيل كربوكسيل COOH، (أي يحتويان على كربون عضوي)، يساعدان كما ذكرنا سابقا في ضبط معادلة ال C/N ratio.

#التفسير العلمي لعمل الأوكسينات والسيتوكينينات في التزهير

- كما أسلفنا فإن التركيب الكيميائي للأوكسينين المؤكد وجودهما معا أو أحدهما، يتضمن مجموعة كربوكسيل قوية، ولهما القدرة على بلزمة سيتوبلازم خلايا النبات (فيخشى الموت)، فيضطر إلى التزهير من باب غريزة "الحفاظ على النوع"، أو "حب البقاء".

* ⁠ولأن مناعة النبات قوية بواسطة البروتينات أو الأحماض الأمينية الناتجة عن البرولين والجلوتامين (المؤكد وجودهما في المركب كسر للصنعة)، ومن اختزال النترات الزائدة أيضا بواسطة الملوبيدنيوم، فإن الزهرة تخرج كاملة صحيحة مكتملة الأعضاء الجنسية (خنثى).

- أما دور السيتوكينين هنا، فهو وجود تكتيكي ذكي، يستهدف تسريع تكاثر خلايا الأزهار وأعضائها الداخلية، وبالتالي ضمان زهرة قوية مكتملة جاهزة للتلقيح والإخصاب (العقد الثمري).

#دور الملوبيدنيوم في التزهير

* الذكاء في هذا المركب يعود إلى وجود الملوبيدنيوم الذي يختزل الآزوت الزائد في الأوراق إلى أحماض أمينية، مثل الأرجنين، الذي يتحلل ضمن عمليات بيولوجية بواسطة تفاعلات إنزيمية، إلى البولي أمينات مثل البوتريسين، والتي تُستخدم بعد ذلك لإنتاج السبريميدين والسبيرمين، وهذه البولي أمينات هي المسؤولة عن خصوبة الأزهار الخنثى مكتملة النمو كما أسلفنا.

* ملحوظة مهمة 1:

- يلجأ بعض المزارعين والمهندسين والاستشاريين إلى التعطيش قبل موسم التزهير، ⁠لوضع النبات تحت ضغط الإجهاد بالعطش، ليؤدي ذلك إلى تزهير تعسفي أيضا، لكن الزهرة هنا تكون ضعيفة، مشوهة (غير مكتملة الأعضاء). وقد تكون مذكرة فقط، تسقط ولا تتحول إلى ثمرة.

* ملحوظة مهمة 2:

#أخطاء شائعة في استخدام الهرمونات النباتية

- الخبير الكيميائي الحيوي الهندي الدكتور أبو بكر نضير، الذي التقته "الأرض" في الدورة الأخيرة لمعرض "أجري بلازا" في الإسكندرية، في السادس من أكتوبر الجاري، أكد أهمية زيادة الأوكسين على السيتوكينين في أي مركب يستهدف التزهير والعقد الثمري، لافتا إلى أن ناتج قسمة الأوكسين على السيتوكينين يحب أن تكون رقم 5، بمعنى إذا كان السيتوكينين في مقام القسمة 20 يجب أن يكًون الأوكسين في البسط 100، وعلى ذلك يمكن الحساب والقياس.

* وفسر الخبير الهندي (مخترع مركب الميلاجرو)، صحة هذه الفرضية، بضرورة زيادة الأوكسين الذي يتجه من القمم الطرفية النامية مهاجرا إلى أسفل عند منطقة الجذور، فيساهم في تجذير جديد، فيعطي الفرصة للسيتوكينين الذي تفرزه الجذور طبيعيا لتقوم بدورها في تسريع انقسامات خلايا الجذور الجديدة، ومن هنا: تكون شبكة الجذور قوية وعفية وزائدة للحد الكافي لامتصاص عصارة أرضية تكفي المجموع الخضري بما يحمله من أزهار وليدة، فلا تسقط.

* ويعزي الدكتور نضير تساقط الأزهار في مرحلة التزهير في معظم أشجار الفاكهة ومحاصيل الخضر وحتى المحاصيل الحقلية، إلى ضعف المجموع الجذري في هذه المرحلة بالذات، "لذا أنصح بالكشف عن أعفان التربة والنيماتودا ومعالجتها إن وجدت، مع علاج التملح"، بمجرد عودة نشاط العصارة قبل دخول الربيع.