الأرض
الإثنين 1 ديسمبر 2025 مـ 01:06 مـ 10 جمادى آخر 1447 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

زراعة الأفوكادو في مصر ودليل اختيار أفضل الأصناف

تشهد زراعة الأفوكادو في مصر اهتمامًا متصاعدًا خلال السنوات الأخيرة، مع سعي المزارعين إلى البحث عن محاصيل مرتفعة القيمة وقادرة على تحقيق عائد اقتصادي مجزٍ.

ومع اتساع الطلب المحلي والعالمي على ثمار الأفوكادو، وتعاظم قدرة الشجرة على التكيف مع البيئات شبه الاستوائية المشابهة لعدد كبير من مناطق الجمهورية، بات هذا المحصول أحد أهم الخيارات الواعدة التي تستحق الدراسة والتوسع. وفيما يلي عرض شامل لأبرز العوامل العلمية والعملية التي تحدد نجاح زراعة الأفوكادو داخل مصر.

عوامل نجاح زراعة الأفوكادو تجاريًا في مصر

1- السلالة الأنسب للبيئة المصرية

تنمو شجرة الأفوكادو طبيعيًا في المناطق الواقعة بين خطي عرض 23 و30 شمالًا وجنوبًا، وهي مناطق يتقاطع جزء كبير منها مع المناخ المصري. ويُعد اختيار السلالة المناسبة خطوة محورية لضمان نجاح المشروع، حيث أثبتت الأصناف الهجينة بين السلالات المكسيكية والهند الغربية كفاءتها العالية في الإنتاج داخل مصر.

ومن أبرز الأصناف المنتشرة تجاريًا وذات الأداء الممتاز:

الفورتي

الهاس

المالوما هاس

الرييد

الباكون

الإتنجر

البنكرتون

الزوتانو

النبال

هذه الأصناف أثبتت قدرتها على التكيف مع المناخ المحلي، إضافة إلى ارتفاع جودتها وتسويقها القوي.

2- التربة المثالية وصرف المياه

يجود الأفوكادو في أنواع متعددة من التربة، ما يمنح المزارع مرونة كبيرة في اختيار الموقع، ومن أفضلها:

الأراضي الرملية الخفيفة والناعمة

الأراضي الرملية الخشنة

الأراضي الطميية

الأراضي الطينية الخفيفة

أراضي طرح النهر

شرط النجاح الأول هنا هو الصرف الجيد، إذ تُعد حساسية جذور الأفوكادو للغدق وارتفاع الرطوبة من أكثر التحديات شيوعًا.

بينما لا يُنصح بزراعته في:

الأراضي الثقيلة الصفراء

الأراضي الكلسية المرتفعة في كربونات أو بيكربونات الكالسيوم

الأراضي الطينية الثقيلة (إلا بعد تغيير التربة بجور 1×1 متر مع توفير صرف ممتاز)

3- اختيار أصل مُقاوم وملائم (Rootstock)

يلعب اختيار الأصل دورًا محوريًا في قوة الأشجار وقدرتها على تحمل الملوحة والأمراض الفطرية، خاصة في ظل انتشار التربة القاعدية في معظم الأراضي المصرية. وتعد الأمراض التالية من أكثر ما يهدد جذور الأفوكادو:

فيتوفثورا

فيوزاريوم

بيثيوم

وقد أثبت أصل Duke 7 نجاحًا كبيرًا في مصر، نظرًا لتحمله الجيد للملوحة وارتفاع كفاءته في مقاومة الأمراض. كما يمكن الاعتماد على أصول ناتجة من بذور أشجار قوية ثبت أداؤها محليًا، في ظل محدودية الأبحاث المتخصصة في تطوير أصول جديدة.

4- نوع مياه الري وتأثير الملوحة

تحقق أشجار الأفوكادو أفضل نمو عند الري بالمياه العذبة منخفضة الملوحة، وتُعد مياه النيل الخيار الأمثل في مصر.

أما عند استخدام مياه الآبار، فيمكن للأشجار تحمل ملوحة تصل إلى 600 جزء في المليون، لكن الإنتاجية ترتفع كلما انخفضت نسبة الملوحة. وتوضح الدراسات أن جودة المياه تعد أحد أهم العوامل المؤثرة على كمية المحصول وحجم الثمار.

5- اختيار الموقع الجغرافي المناسب داخل مصر

تُظهر أشجار الأفوكادو أداءً مميزًا في المناطق الساحلية بفضل الرطوبة المرتفعة خلال فترات التزهير والعقد.

ورغم ذلك، يمكن زراعته بنجاح في المناطق الداخلية بشرط اتخاذ إجراءات داعمة، مثل:

تركيب رشاشات رذاذ لرفع الرطوبة

استخدام شبك “النت” لمواجهة موجات الحر

التحكم في ارتفاع الأشجار

زيادة عدد الأشجار لتعويض الإجهاد الحراري

الخلاصة

تشكل زراعة الأفوكادو في مصر فرصة ذهبية للمزارعين الباحثين عن محصول عالي الربحية وقابل للتصدير، إلا أن نجاحه يعتمد على إدارة علمية دقيقة تشمل اختيار الصنف والأصل، وتحسين التربة والصرف، وضبط جودة المياه، واختيار الموقع الأنسب. ومع التوسع في الخبرة الميدانية وزيادة الأبحاث المحلية، يمتلك الأفوكادو فرصة حقيقية ليصبح أحد أبرز المحاصيل الاقتصادية في مصر خلال السنوات المقبلة.