الأرض
الأحد 5 أكتوبر 2025 مـ 05:58 مـ 12 ربيع آخر 1447 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

أفضل ممارسات زراعة التوت الأزرق بالتفصيل

كشف الدكتور ربيع مصطفى، أستاذ النباتات الطبية والعطرية بمعهد بحوث البساتين بمركز البحوث الزراعية، عن أهمية التوت الأزرق (Blueberry) كأحد النباتات الواعدة التي تجمع بين الفائدة الغذائية والقيمة الاقتصادية والجمالية، مؤكدًا أنه يعد من الفواكه "السوبر" على مستوى العالم، وينبغي توطينه محليًا للاستفادة من إمكانياته المتعددة.

ما هو التوت الأزرق؟

يُعرف التوت الأزرق علميًا باسم Vaccinium myrtillus من عائلة Ericaceae، وهو شجيرة معمرة تُعرف أيضًا بأسماء شائعة مثل عنب الدب وعنب الأحراج.

ينتمي إلى جنس Vaccinium الذي يضم أنواعًا تجارية بارزة منها:

الأدغال العالية (V. corymbosum)

الأدغال المنخفضة (V. angustifolium)

أدغال عين الأرنب (V. virgatum)

التوت الأزرق الأوروبي (V. myrtillus)

وتتراوح أحجام هذه الشجيرات بين 60 سم و4 أمتار، حسب النوع، وتتميز بأوراق بيضاوية تتحول لألوان جذابة في الخريف، مع ثمار كروية لبية مغطاة بطبقة شمعية زرقاء أو أرجوانية اللون.

موطنه الأصلي وظروف النمو

أوضح الدكتور مصطفى أن الموطن الأصلي للتوت الأزرق هو أمريكا الشمالية، حيث تنتشر زراعته من شرق القارة حتى شمال غرب المحيط الهادئ وجنوب الولايات المتحدة.

ويفضل هذا النبات التربة الحمضية (بمستوى pH يتراوح بين 4.5 و5.5)، غنية بالمواد العضوية، وجيدة الصرف. كما يحتاج إلى مناخ معتدل إلى بارد، وموقع مشمس طوال اليوم لضمان إنتاج وفير من الثمار.

عوامل النجاح في زراعة التوت الأزرق

1. التربة والإعداد

يجب أن تكون التربة صفراء خفيفة وحمضية، ويمكن تحسين حموضتها بإضافة البيتموس أو الكمبوست النباتي.

ينصح بتجنب الحجر الجيري وكبريتات الألومنيوم، لتأثيرهما السلبي على حموضة التربة.

2. الري والتسميد

التوت الأزرق يمتلك جذورًا سطحية، ويحتاج إلى ري منتظم خاصة خلال مراحل النمو الأولى والإزهار.

الري بالتنقيط هو الخيار الأمثل للحفاظ على الرطوبة دون إغراق.

يعتمد التسميد على الأسمدة الحامضية مثل كبريتات الأمونيوم والسماد البلدي المتحلل مع الكبريت الزراعي وسلفات النشادر.

3. الإضاءة

يتطلب النبات من 6 إلى 8 ساعات من أشعة الشمس المباشرة يوميًا لنمو سليم وإثمار جيد.

الزراعة والتكاثر

أوضح د. مصطفى أن أفضل موعد للزراعة هو أوائل الربيع.

وتتم عملية الزراعة عبر:

حفر حفرة ضعف حجم جذور الشتلة.

خلط التربة بالكمبوست لتحسين خصائصها.

زراعة الشتلة بمستوى متوازن مع سطح التربة.

تغطية التربة بطبقة من النشارة (قش أو خشب مقطع) للاحتفاظ بالرطوبة.

يُفضّل زراعة أكثر من شتلة لتشجيع التلقيح المتبادل وزيادة الإنتاج.

أما عن وسيلة الإكثار، فيُفضّل استخدام العقل التي تثمر خلال 3 سنوات، مقارنة بالبذور التي قد تستغرق أكثر من 6 سنوات.

التلقيح والتقليم

رغم أن بعض الأصناف ذاتية التلقيح، إلا أن زراعة صنفين أو أكثر بالقرب من بعضهما يعزز التلقيح المتبادل، ما ينعكس إيجابًا على كمية وجودة المحصول.

ويتم تقليم 20% من السيقان سنويًا خلال فترة السكون (الشتاء أو أوائل الربيع)، لإزالة الفروع الضعيفة والمريضة، وتحفيز النمو والإثمار.

الحصاد والمحصول

تبدأ شجيرات التوت الأزرق بالإثمار ابتداءً من منتصف الصيف وحتى نهاية أغسطس، ويستمر موسم الحصاد حوالي 5 إلى 7 أسابيع.

ويُعرف نضج الثمار عندما تتحول إلى اللون الأزرق الباهت وتنفصل بسهولة عن الساق.

شجرة ناضجة يمكن أن تنتج من 2.5 إلى 5 كجم من التوت سنويًا، بينما تصل لطاقتها القصوى في السنة السادسة من الزراعة.

الآفات والأمراض الشائعة

الآفات:

الخنافس

المن

ذبابة الفاكهة ذات الأجنحة المرقطة

الطيور، وتُستخدم عدة وسائل لإبعادها مثل الشباك، الضوضاء، أو رش المياه

الأمراض:

صدأ أوراق التوت

بقع الأوراق

ذبول الجذع

تعفن الجذور

القرح الفطرية

وتكمن الوقاية في المراقبة المستمرة والتدخل المبكر بالعلاجات المناسبة.

الفوائد الصحية والتغذوية

المكونات الكيميائية:

ثمار التوت تحتوي على:

أحماض عضوية (الماليك، الستريك)

سكريات طبيعية، بكتين، فيتامينات (أ، ج)

مضادات أكسدة قوية مثل الفلافونيدات وخاصة مركب روتين

معادن متعددة مثل الحديد، الكالسيوم، البوتاسيوم، والفوسفور

أما الأوراق، فهي غنية بالفلافونيدات بنسبة أعلى، وتُستخدم طبيًا في بعض الثقافات.

الفوائد الصحية:

تقوي الذاكرة وتحسن وظائف الدماغ

تقي من أمراض القلب والأوعية

تعمل كمضادات طبيعية للأكسدة

تدعم الجهاز المناعي وتحارب الالتهابات

استخدامات متعددة وزينة للحدائق

بجانب فائدته الصحية، يعتبر التوت الأزرق نباتًا زينيًا بامتياز، لما تضيفه أوراقه من ألوان دافئة في الخريف، ما يجعله خيارًا ممتازًا لتزيين الحدائق.

كما أن له استخدامات قديمة فريدة؛ فقد استُخدمت أوراقه كعملة في الصين، واستُخدم في تربية دودة القز.

التوت الأزرق… فرصة واعدة للزراعة الذكية

يؤكد الدكتور مصطفى أن التوت الأزرق يمثل فرصة استثمارية واعدة في الزراعة الحديثة، خصوصًا في الدول التي تمتلك مناخًا مناسبًا وتربة قابلة للتعديل.

كما يُعد خيارًا مثاليًا للمزارعين الباحثين عن محاصيل عالية القيمة الغذائية والطلب التسويقي العالمي.

ومع تصاعد التوجه العالمي نحو الأغذية الصحية والعضوية، يُمكن أن يكون التوت الأزرق أحد المحاصيل الذهبية في المستقبل القريب.