مصر تخطط لزراعة 250 ألف فدان طبيًا

قال المهندس طارق أبو بكر رئيس اللجنة المنظمة لمهرجان النباتات الطبية والعطرية، إنه في قلب صعيد مصر، تبرز محافظة بني سويف كقاطرة التنمية الزراعية الجديدة، حيث تحولت إلى مركز استراتيجي لإنتاج وتصدير النباتات الطبية والعطرية، وهو قطاع يشهد اهتمامًا متزايدًا من الدولة ويعد أحد أبرز الموارد التصديرية غير التقليدية.
وأوضح أن محافظة بني سويف تساهم وحدها بأكثر من 40% من صادرات مصر من النباتات الطبية والعطرية، في وقت تبلغ فيه المساحات المزروعة على مستوى الجمهورية نحو 130 ألف فدان، تخطط وزارة الزراعة لزيادتها إلى 250 ألف فدان بحلول عام 2030، ضمن رؤية قومية طموحة لتعزيز مكانة مصر في الأسواق العالمية.
مهرجان قومي لدعم الصادرات الزراعية
وفي هذا السياق، تستعد محافظة بني سويف لاحتضان الدورة الرابعة من مهرجان النباتات الطبية والعطرية يومي 18 و19 أكتوبر المقبل، وسط استعدادات مكثفة تنظمها اللجنة التنسيقية للمهرجان برئاسة المهندس طارق أبو بكر، الذي أكد أن الحدث لم يعد مجرد احتفالية، بل أصبح منصة استراتيجية لربط المنتجين والمصدرين والمستثمرين بأحدث الاتجاهات العالمية في هذا القطاع الحيوي.
وأشار أبو بكر إلى أن المهرجان حقق نجاحات ملموسة في نسخه السابقة، وساهم في فتح آفاق جديدة أمام المزارعين والمصدرين، موضحًا أن التركيز في الدورة الحالية سيكون على رفع الوعي بالاحتياجات المتغيرة للأسواق الدولية، وتحقيق القيمة المضافة للمنتج المصري.
خطة حكومية طموحة للنهوض بالقطاع
وتعمل وزارة الزراعة بالتعاون مع المجلس التصديري للحاصلات الزراعية ومركز البحوث الزراعية على تنفيذ خطة متكاملة تستهدف تعزيز صادرات النباتات الطبية والعطرية، من خلال حزمة من الإجراءات والمبادرات الطموحة، أبرزها:
التوسع في الزراعة الصحراوية عبر التركيز على 12 نوعًا من النباتات الأكثر طلبًا عالميًا، لزراعتها في مناطق مثل الوادي الجديد وسيوة وسيناء، مستفيدة من توافر المياه الجوفية وقلة التكاليف.
إعداد قاعدة بيانات شاملة تضم المزارعين والمصانع والمصدرين، لتحديد الاحتياجات وتيسير التواصل بين عناصر سلسلة الإنتاج.
تأسيس شراكات بحثية وتسويقية مع الجامعات ومؤسسات دولية لتطبيق نظم الزراعة النظيفة وتحسين جودة المنتج.
إنشاء وحدة متخصصة لاستخلاص المركبات الصيدلانية بالتعاون مع كليات الصيدلة والشركات المختصة، بما يسهم في تحويل النباتات الخام إلى مستحضرات جاهزة للتصدير.
تشجيع التصنيع المحلي وتسهيل التراخيص لإقامة مصانع إنتاجية في المناطق الصناعية بهدف تقليل تصدير المواد الخام وتعظيم العوائد الاقتصادية.
تنوع نباتي ثري يُعزّز التنافسية العالمية
ويمتاز القطاع بتنوع نباتي فريد، حيث تتصدر "العائلة الخيمية" أو الحبوب العطرية مثل الكمون، الكزبرة، وحبة البركة، أكثر من 50% من المساحات المزروعة، تليها "العائلة الشفوية" التي تضم النعناع بأنواعه، البردقوش، الزعتر، المرمرية، والريحان. فيما تأتي "العائلة المركبة" ثالثًا وتشمل النباتات الزهرية مثل البابونج، شيح الكاموميل، والأقحوان، إلى جانب محاصيل مثل حشيشة الليمون، الكركديه، الحنة، والسترونيلا.
نحو مستقبل أكثر ازدهارًا
يسلط مهرجان بني سويف للنباتات الطبية والعطرية الضوء على مستقبل واعد لهذا القطاع، في ظل توجه الدولة لتحويل مصر إلى مركز إقليمي لصناعة المستخلصات الدوائية والمنتجات العطرية، مستندة إلى ثرواتها الطبيعية وخبراتها الزراعية المتراكمة.
وما بين خطط التوسع الزراعي والتصنيع المحلي، وتحقيق القيمة المضافة، يضع هذا القطاع مصر في مقدمة الدول الواعدة عالميًا في تصدير النباتات الطبية والعطرية، ويجعل من بني سويف نقطة الانطلاق نحو تحقيق هذا الطموح.