الأرض
الجمعة 25 يوليو 2025 مـ 09:37 مـ 29 محرّم 1447 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

البطاطا المصرية تثبت قوتها في ساحات التصدير

تشهد الصادرات الزراعية المصرية قفزة نوعية غير مسبوقة، انعكست في قدرتها على اختراق العديد من الأسواق الدولية، وذلك بفضل خطة ممنهجة تبنتها وزارة الزراعة لتعزيز جودة المحاصيل وتوسيع نطاق النفاذ إلى الأسواق الخارجية.

وفي تقرير حديث صادر عن الإدارة المركزية للحجر الزراعي، تم تسليط الضوء على الإنجازات المتتالية التي حققتها مصر في مجال تصدير المنتجات الزراعية، حيث أظهر التقرير تصاعدًا ملحوظًا في صادرات البطاطا، التي صعدت إلى المركز السادس ضمن قائمة أكثر المحاصيل المصرية تصديرًا.

نقلة نوعية في المنظومة التصديرية

وتمضي الإدارة المركزية قدمًا في تنفيذ منظومة تصديرية متكاملة تستهدف رفع كفاءة صادرات الخضر والفاكهة المصرية، بما يتماشى مع المواصفات الدولية والمعايير الفنية التي تفرضها الأسواق العالمية، خصوصًا الأسواق الأوروبية والأمريكية ذات الاشتراطات الدقيقة.

وتشمل المنظومة الجديدة تطبيق نظام تتبع شامل للمنتجات الزراعية، بداية من الزراعة ومرورًا بعمليات الإنتاج والتعبئة، وحتى مرحلة التصدير النهائي، بما يضمن الشفافية والجودة في كل مرحلة من مراحل السلسلة التصديرية. ويُعد هذا النظام أحد أبرز الأدوات التي ساهمت في تعزيز الثقة العالمية في المنتجات المصرية.

المنتج المصري يثبت حضوره العالمي

وأكدت إدارة الحجر الزراعي، أن المنتجات الزراعية المصرية أصبحت حاضرة بقوة في مختلف دول العالم، بما في ذلك الأسواق ذات المعايير الأكثر صرام

وأوضحت الإدارة التزامها التام بعدم تصدير أي شحنة لا تتوافق مع اشتراطات الجودة للدول المستوردة، في إطار الحرص على الحفاظ على سمعة الصادرات المصرية وتعزيز مكانتها التنافسية عالميًا.

البطاطا الحلوة: نجم جديد في سماء التصدير

من جهة أخرى، أشار تقرير صادر عن الإدارة المركزية للبساتين إلى التقدم الملحوظ الذي يشهده محصول البطاطا الحلوة، حيث حلّ في المركز الرابع ضمن أهم الصادرات الزراعية لمصر.

ويُعتبر هذا المحصول من المحاصيل الشتوية المميزة، حيث تبدأ زراعته في نهاية نوفمبر أو مطلع ديسمبر، بينما يتم الحصاد بعد نحو ثلاثة أشهر، أي مع نهاية فبراير أو بداية مارس، حسب ظروف الزراعة وتوقيتاتها.

الزراعة الدقيقة تضمن الجودة

وأشار التقرير إلى أن زراعة البطاطا الحلوة تتطلب عناية فائقة وظروفًا مناخية محددة تضمن نموها السليم، مع التشديد على أهمية اختيار التقاوي الجيدة والتربة المناسبة، والالتزام بإرشادات التسميد والمكافحة البيولوجية للآفات، لضمان تحقيق محصول عالي الجودة وذو قيمة تصديرية.

وأوضح التقرير أن زراعة الشتلات تبدأ في صعيد مصر اعتبارًا من منتصف مارس، بينما تبدأ في الدلتا من مايو وحتى يونيو، مع اعتبار شهر أبريل هو التوقيت المثالي للزراعة. ويحتاج الفدان الواحد إلى نحو 25 ألف شتلة للحصول على إنتاج وفير.

إرشادات دقيقة من الزراعة إلى الحصاد

ويقدم التقرير خريطة زراعية مفصلة لعمليات الزراعة والري والتسميد، حيث يُروى المحصول لأول مرة بعد ثلاثة أسابيع من الزراعة، ثم تتبعها عمليات ري خفيفة متكررة للحفاظ على رطوبة التربة السطحية. ويكتمل نضج المحصول عادة بعد خمسة أشهر ونصف، ويمكن تحديد موعد الحصاد من خلال ملاحظة سرعة جفاف مكان خدش الدرنة، وهو ما يدل على جاهزيتها للاقتلاع.

رسالة واضحة للأسواق الدولية

تأتي هذه الإنجازات لتؤكد على أن المنتج الزراعي المصري لم يعد مجرد سلعة تقليدية، بل تحول إلى منافس حقيقي على موائد الأسواق العالمية. ويبدو أن البطاطا الحلوة، بتنامي الطلب عليها وجودة إنتاجها، ستلعب دورًا محوريًا في المرحلة المقبلة من التوسع التصديري المصري، مدعومة بإجراءات حكومية صارمة واهتمام متزايد من المزارعين والمصدرين على حد سواء.