الأرض
الأربعاء 16 يوليو 2025 مـ 08:03 مـ 20 محرّم 1447 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

رئيس الحجر الزراعي: الحجر يحمي صادرات مصر من الفشل

كشف الدكتور محمد المنسي، رئيس الإدارة المركزية للحجر الزراعي بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، عن نجاح مصر في فتح أكثر من 95 سوقًا جديدة أمام صادراتها الزراعية منذ عام 2018، لتشمل دولاً من بين الأصعب في المعايير الفنية مثل اليابان، أستراليا، كندا، ونيوزيلندا، بالإضافة إلى أسواق في آسيا وأمريكا اللاتينية وأفريقيا.

وأكد المنسي أن هذا التوسع الكبير في الأسواق العالمية لم يكن ليتحقق دون الالتزام الصارم بتطبيق المعايير الدولية للصحة النباتية، واتباع أحدث نظم التكويد والتتبع، التي باتت تشكل العمود الفقري لعملية تصدير المنتجات الزراعية.


منظومة التكويد: ثقة عالمية وجودة تتحدث عن نفسها

وأوضح المنسي أن "منظومة التكويد" هي عملية اعتماد فني شامل لكل كيان تصديري، سواء كان مزرعة أو محطة تعبئة أو منشأة تصديرية، وتمنح كل كيان كودًا مميزًا يمكن من خلاله تتبع الشحنات المصدّرة بدقة. هذه الآلية لم تُسهم فقط في تعزيز الثقة بالمنتج المصري، بل قلّلت بشكل ملحوظ من مشكلات الرفض الفني في الخارج، كزيادة نسب متبقيات المبيدات أو اكتشاف إصابات مرضية أو حشرية.

ويُعَد فتح السوق الياباني أمام الموالح المصرية، بحسب المنسي، أحد أبرز إنجازات الحجر الزراعي في السنوات الأخيرة، ويعكس المستوى المتقدم الذي بلغته الصادرات الزراعية من حيث الجودة والامتثال للمعايير العالمية.

قفزات تصديرية.. وأرقام تتحدث

بفضل هذه المنظومة المتكاملة، تجاوز حجم الصادرات الزراعية المصرية 8.6 مليون طن بنهاية الموسم 2024/2025، مقارنةً بـ4 ملايين طن فقط في عام 2017، فيما تم تصدير نحو 5.8 مليون طن حتى تاريخه في الموسم الحالي 2025، مقابل 5.4 مليون طن خلال نفس الفترة من العام الماضي، في إشارة واضحة إلى تصاعد الثقة في جودة المنتجات الزراعية المصرية.

رقابة صارمة من المزرعة إلى الميناء

وعن آلية الرقابة على الصادرات والواردات، أوضح رئيس الحجر الزراعي، أن الحجر يطبق نظامًا رقابيًا يبدأ من اعتماد المزارع ومحطات التعبئة، ويمر عبر الفحص الحقلي والتحاليل المعملية، وصولًا إلى إصدار شهادات الصحة النباتية المصاحبة لكل شحنة. أما في حالة الواردات، فيُجرى فحص شامل للتأكد من خلو الشحنات من الآفات الحجرية، وفي حال عدم المطابقة، يتم إعدام الشحنة أو إعادة تصديرها وفقًا للاتفاقيات الدولية.


الشحنات المرفوضة.. نسب ضئيلة وإجراءات حاسمة

رغم ارتفاع حجم التصدير، أشار رئيس الحجر الزراعي إلى أن نسبة الشحنات المرفوضة تُعد ضئيلة للغاية، بفضل إمكانية التتبع السريع للشحنات من خلال منظومة التكويد. وفي حال رفض شحنة، يتم إيقاف المزرعة المعنية وإعادة تقييمها، مع اتخاذ إجراءات تصحيحية فورية، والتحقيق مع الجهة المصدّرة، وتوقيع العقوبات المنصوص عليها في قانون الزراعة رقم 53 لسنة 1966 والقرار الوزاري رقم 562 لسنة 2019، لضمان الحفاظ على سمعة الصادرات المصرية عالميًا.


صغار المزارعين... في قلب المنظومة

لفت الدكتور المنسي إلى أن منظومة التكويد لا تقتصر على المزارع الكبرى، بل تشمل صغار المزارعين حتى وإن كانت الحيازة أقل من فدان، شرط الالتزام بالاشتراطات الفنية. وتُمنح هذه الفئة دعمًا خاصًا عبر تخفيض تكلفة التكويد وتوفير مواد إرشادية مصورة وبرامج توعية حول طرق الاستخدام السليم للمبيدات والأسمدة، بما يضمن إنتاج محاصيل ذات جودة عالية وصالحة للتصدير.


تحديات متجددة واستعدادات مستمرة

ورغم النجاحات المتحققة، أكد المنسي أن هناك تحديات مستمرة تواجه الحجر الزراعي، أبرزها التغير المتسارع في اشتراطات الدول المستوردة، إلى جانب خطر انتقال الآفات نتيجة حركة التجارة العالمية، والحاجة إلى تطوير القدرات الفنية والمعملية باستمرار. ويُعكف الحجر الزراعي على التصدي لهذه التحديات من خلال التدريب المستمر للعاملين، وتحديث البنية التحتية، وتعزيز التعاون الفني مع الشركاء الدوليين.

الصحة النباتية... خط الدفاع الأول للأمن الغذائي

وأكد الدكتور محمد المنسي، على أن الصحة النباتية تشكل الركيزة الأساسية لحماية الثروة الزراعية الوطنية، وهي عنصر حيوي لتحقيق الأمن الغذائي. ولفت إلى حرص وزارة الزراعة على تطوير أداء الحجر الزراعي بشقيه البشري والتقني، بما يضمن استمرارية ريادة الصادرات الزراعية المصرية والحفاظ على موقعها المتميز في الأسواق الدولية.