تراجع صادرات القمح الأوروبي وارتفاع واردات الذرة وسط ضغوط عالمية

سجل الاتحاد الأوروبي انخفاضا كبيرا في صادرات القمح اللين خلال موسم 2024/2025، حيث بلغت الكميات المُصدرة 20.33 مليون طن، أي بتراجع نسبته 35% مقارنة بالموسم السابق، وفقًا لبيانات نشرتها المفوضية الأوروبية. ويعكس هذا التراجع مزيجا من التحديات، أبرزها المنافسة القوية من دول البحر الأسود، لا سيما روسيا وأوكرانيا، إلى جانب ضعف المحصول الفرنسي، الذي قلص من قدرة الاتحاد على الحفاظ على مركزه التقليدي في سوق التصدير.
كما شهدت صادرات الشعير الأوروبي انخفاضا بنسبة 20%، لتبلغ 4.72 مليون طن، وسط استمرار الضغوط التنافسية وضعف بيانات التصدير من دول رئيسية، خصوصا فرنسا وبلغاريا وأيرلندا، ما ألقى بظلاله على دقة الأرقام الرسمية.
وبخلاف العادة، تصدرت رومانيا قائمة مصدري القمح اللين داخل الاتحاد بواقع 5.56 مليون طن، تلتها ألمانيا (2.79 مليون طن)، وليتوانيا (2.60 مليون طن)، ثم لاتفيا (2.26 مليون طن)، فيما تراجعت فرنسا، التي غالبا ما تقود صادرات القمح الأوروبية، إلى المرتبة السادسة بإجمالي 2.05 مليون طن فقط، ما يعكس تأثيرا مباشرا للطقس وتحديات الحصاد المحلي.
في المقابل، ارتفعت واردات الذرة إلى الاتحاد الأوروبي بنسبة 4%، لتصل إلى 19.65 مليون طن خلال موسم 2024/2025، وهو ما يعكس اتساع الفجوة في الإمدادات واحتياجات السوق الداخلية من العلف.
أما بالنسبة لواردات القمح الطري، فقد انخفضت بنسبة 19% لتسجل 7.44 مليون طن، وهو اتجاه يُتوقع أن يستمر خلال موسم 2025/2026، بعد أن أعلن الاتحاد الأوروبي نيته فرض حصة سنوية قدرها 1.3 مليون طن فقط من القمح الأوكراني، لتقليص الامتيازات التجارية الممنوحة لكييف منذ عام 2022. وقد يعيد هذا الإجراء رسم ملامح التجارة بين الاتحاد وأوكرانيا، في وقتٍ تتصاعد فيه التوترات حول سياسات الاستيراد والدعم المحلي للمزارعين الأوروبيين.
تشير هذه التغيرات إلى مرحلة انتقالية حرجة لسوق الحبوب الأوروبية، وسط منافسة شرسة في السوق العالمية وضغوط سياسية وتجارية متصاعدة داخل القارة.