الأرض
الجمعة 11 يوليو 2025 مـ 01:47 صـ 14 محرّم 1447 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

القصب الذكي يصل الحقول.. والنتائج تدهش المزارعين

القصب الذكي
القصب الذكي

شرحت الدكتورة نعمه السيد محمود، باحث بمعهد المحاصيل السكرية، مراحل تكوين الشتلات وطريقة زراعتها بالأراضي المكشوفة، بداية من تجهيز الأرض وحتى الانبات الكامل، مع تحديد دقيق لمعدلات الري والتسميد.

وقالت تُعد زراعة القصب باستخدام الشتلات طفرة حقيقية في عالم المحاصيل السكرية، حيث تعتمد الطرق التقليدية على زراعة القصب بالعُقل أو الأعواد الكاملة مباشرة في التربة، وهو ما يتطلب كميات ضخمة من التقاوي تتراوح ما بين 5 إلى 8 أطنان للفدان الواحد. أما في النظام الحديث، فتُزرع الشتلات المُحضرة مسبقًا، ويكفي الفدان الواحد طن واحد فقط من هذه الشتلات، ما يوفر في الكمية ويزيد من كفاءة الزراعة.

وحول مراحل تكوين الشتلات، شرحت د. نعمة أن العملية تبدأ باختيار أعواد القصب الجيدة وتقطيعها إلى عُقل صغيرة يتراوح طولها بين 2 إلى 3 سم، بحيث تحتوي كل عقلة على برعم قادر على النمو. بعد التقطيع، تدخل العقل في مرحلة تُعرف بـ"التحضين" لمدة خمسة أيام، وهي خطوة ضرورية للتأكد من خلوها من الأمراض ولتنشيط البراعم تمهيدًا للزراعة.

في المرحلة التالية، يتم تجهيز صواني الزراعة بخلطة تربة مناسبة مكونة من البيت موس، المبيدات الخاصة بمكافحة أمراض الجذور، والأسمدة الضرورية، ثم تُعبّأ الصواني بالعقل وتُروى باستخدام "البشبور"، وتُترك لمدة 25 يومًا حتى تصل إلى مرحلة النمو المناسبة. بعدها تُنقل الشتلات إلى الأرض المكشوفة للزراعة الفعلية.

أما على مستوى تجهيز الأرض، فتخضع لثلاث عمليات حرث متعامدة، مع إضافة السوبر فوسفات خلال الحرثة الثالثة لتفتيت التربة وتحسين بنيتها، مما يسهم في تعزيز نمو الشتلات.

وتُخطط الأرض على مسافات تتراوح من متر إلى متر وعشرين سنتيمترًا، ويتم زراعة الشتلات داخل الجور في بطن الخط، يليها مباشرة رية غزيرة لمساعدة الجذور على التأقلم والتثبيت في التربة.

وفيما يتعلق ببرنامج التسميد، أضافت الباحثة أن شتلات القصب لا تختلف كثيرًا عن الزراعة التقليدية في احتياجاتها، حيث يحتاج الفدان من القصب الربيعي إلى ما بين 120 إلى 210 كجم من سماد النيتروجين، أما القصب الخريفي فيتطلب ما بين 240 إلى 320 كجم، إلى جانب إضافة عنصر البوتاسيوم لرفع كفاءة النمو.

وأشارت إلى أن التحول إلى الزراعة بالشتلات لا يحقق فقط وفرًا في التقاوي، بل يعزز من جودة المحصول، ويوفر إنتاجًا مبكرًا وقويًا يسهم في زيادة دخل المزارع، ويدفع بعجلة تطوير زراعة قصب السكر في مصر.