الأرض
الخميس 17 يوليو 2025 مـ 12:10 صـ 20 محرّم 1447 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

أفوكادو جواتيمالا يقترب من اختراق السوق الأمريكية بعد عقد من الانتظار

أفوكادو جواتيمالا
أفوكادو جواتيمالا

تقترب جواتيمالا من تحقيق خطوة استراتيجية كبيرة في قطاعها الزراعي، مع اقترابها من استكمال الإجراءات النهائية لتصدير أفوكادو هاس إلى الولايات المتحدة، بعد أكثر من عشر سنوات من التعاون الثنائي مع وكالة خدمات الصحة الحيوانية والنباتية الأمريكية (USDA-APHIS). وصرح فرانسيس دبليو. برودرير، رئيس شركة Anaguacate، بأن الخطة التشغيلية قد تم توقيعها، ولم يتبق سوى مصادقة البروتوكول الفني الخاص بهيئة التدقيق الوطنية (PIPAA) لبدء الشحنات رسميا.

حاليا، سُجل خمس شركات تعبئة و14 مزرعة، مع سبع أخرى قيد التسجيل، مما يمهد لانطلاق تدريجي نحو سوق تعد من الأكثر طلبا في العالم.
ويمثل دخول السوق الأمريكية نقلة نوعية للمصدرين الجواتيماليين، خاصة أن الشحن إلى أوروبا – وجهتهم التقليدية – يستغرق ما بين 22 و35 يوما، بينما يمكن للفاكهة الوصول إلى الولايات المتحدة خلال تسعة أيام فقط، مما يعزز نضارتها وجودتها عند الوصول. ووفقا لبرودرير، فإن الجودة هي سلاح جواتيمالا الحقيقي للمنافسة.
ويؤكد أن اختراق السوق الأمريكية لن يفتح فقط أبواب التصدير نحو الشمال، بل سيسرع من القبول في أسواق أخرى متطلبة مثل اليابان والصين، والتي تعتمد البروتوكولات الأمريكية مرجعا للمواصفات.
رغم أن المساحة المزروعة بالأفوكادو في جواتيمالا تُقدر بـ 3400 هكتار فقط مقارنة بـ 270 ألف هكتار في ولاية ميتشواكان المكسيكية، لا تسعى جواتيمالا لمنافسة المكسيك من حيث الكمية، بل من حيث النوعية. وبينما تصدر المكسيك أكثر من 1200 حاوية أسبوعيا، تستهدف جواتيمالا تسليم 600 حاوية سنويا.
وتعول جواتيمالا على تعزيز شراكاتها العالمية، حيث وقعت مؤخرا اتفاقية تصدير مع الأرجنتين، وتعمل حاليا على إبرام اتفاق مشابه مع تشيلي، في إطار سعيها لتنويع الأسواق وتقليل الاعتماد على وجهة واحدة.
ومن أبرز التحديات التي تواجهها البلاد الامتثال لمعايير الصحة النباتية، خاصة فيما يتعلق بآفات مثل خنفساء Macrocopturus aguacatae، التي تلحق أضرارا غير مرئية بالثمار. ولمواجهة هذه التحديات، أطلقت Anaguacate برنامجا تقنيا تثقيفيا يستهدف دعم المزارعين، لا سيما صغار ومتوسطي الحجم.
ويؤكد برودرير أن مستقبل القطاع لن يكون مستداما ما لم يشمل التنمية الشاملة لصغار المنتجين، معتبرا أن زراعة الأفوكادو قد تكون أداة قوية للتنمية الريفية، تساهم في تقليص الهجرة وتعزيز استقرار الأسر الجواتيمالية.
هذه الخطوة المرتقبة قد تشكل بداية جديدة لقطاع زراعة الأفوكادو في جواتيمالا، بوصفه محركا تنمويا واقتصاديا قادرا على المنافسة في الأسواق العالمية الأكثر تطلبا.