بنجر العلف يعالج أزمات الأعلاف وينقذ المربين

طرح الدكتور حسن جلال، أستاذ تغذية الحيوان بقسم بحوث استخدام المخلفات بمعهد بحوث الإنتاج الحيواني، رؤية جديدة تعتمد على بنجر العلف كمصدر غذائي بديل ومستدام، يمثل طفرة حقيقية في دعم الإنتاج الحيواني وتقليل كلفة التغذية، لا سيما لصغار المربين والمزارعين.

بنجر العلف: قيمة غذائية عالية وحل اقتصادي فعال

وأوضح الدكتور جلال أن بنجر العلف يُعد من المحاصيل العلفية عالية القيمة الغذائية، إذ يحتوي على مكونات تغذوية تؤهله ليكون بديلاً مثالياً للأعلاف التقليدية باهظة التكلفة. وأشار إلى أن عروش بنجر العلف تحتوي على نسبة بروتين تصل إلى 16%، ويمكن استخدامها في تغذية المواشي إما طازجة أو بعد تجفيفها، مع ترجيح التجفيف لتقليل نسبة الرطوبة وتحسين قابلية الهضم لدى الحيوانات.

وأكد أن إدخال بنجر العلف ضمن التركيبة الغذائية للماشية لا يسهم فقط في تحسين الإنتاجية، بل يقلل الاعتماد على الأعلاف المستوردة، وهو ما يشكّل فارقًا اقتصاديًا حيويًا للمربين، خاصة في ظل ارتفاع أسعار العلف التقليدي.

الدرنات... مصدر طاقة بديل يعادل الذرة ويخفض التكلفة للنصف

ولفت جلال إلى أن درنات بنجر العلف، وهي الجزء السفلي من النبات، تمثل مصدراً غنياً بالكربوهيدرات، تكافئ في قيمتها الغذائية حبوب الذرة، حيث يمكن أن تسهم في خفض تكلفة التغذية بنسبة تصل إلى 50% عند استخدامها بشكل صحيح.

ونبّه إلى ضرورة تقطيع الدرنات قبل تقديمها للحيوانات، لتجنب مشكلات الهضم وتحقيق أفضل استفادة ممكنة، مضيفًا أن التخزين الجيد للمحصول يطيل فترة صلاحيته ويحافظ على جودته الغذائية.

دعوة لتبني بنجر العلف: خطوة نحو الاكتفاء الذاتي

وشدد أستاذ تغذية الحيوان على أن تبني بنجر العلف ليس مجرد خيار اقتصادي، بل هو استثمار في استدامة قطاع الثروة الحيوانية، إذ يساهم في تحسين كفاءة الإنتاج الحيواني، سواء من حيث النمو أو معدل تحويل العلف.

وختم جلال حديثه بدعوة صريحة للمزارعين والمربين قائلاً:
"بنجر العلف ليس فقط بديلاً بل هو فرصة حقيقية لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الأعلاف، وتطوير الإنتاج الحيواني على أسس علمية مدروسة"، مؤكدًا أهمية اتباع الإرشادات الفنية لضمان تحقيق أقصى استفادة من هذا المحصول الواعد.

تحليل
في وقت تتزايد فيه الضغوط على قطاع الإنتاج الحيواني، يأتي بنجر العلف كخيار استراتيجي قابل للتطبيق، يجمع بين الجدوى الاقتصادية والقيمة التغذوية العالية. ومع دعم مؤسسي وتوعية ميدانية، قد يكون هذا المحصول حجر الزاوية في بناء منظومة علفية محلية، تضع مصر على طريق الأمن الغذائي المستدام.