أختام مزورة على لحوم فاسدة تثير أزمة في المنوفية

تمكنت حملة رقابية مشتركة بين مديرية الطب البيطري والجهات الرقابية بمحافظة المنوفية من ضبط موقع غير مرخص بمركز قويسنا يُدار في الخفاء، ويقوم بذبح مواشٍ نافقة وأخرى شبه نافقة، ثم ختم اللحوم بأختام رسمية مقلدة توحي بأنها صالحة للاستهلاك الآدمي، قبل توزيعها على محلات الجزارة بالمركز.
ذبح خارج القانون.. واللحوم تصل إلى الموائد
كشفت التحريات الأولية أن الذبح كان يتم في ظروف بيئية شديدة التلوث، ودون أي رقابة طبية بيطرية، مما يجعل اللحوم الناتجة غير صالحة للاستهلاك ومهددة لحياة المستهلكين، الخطورة الأكبر تمثلت في أن هذه اللحوم كانت تُوزّع بشكل منتظم على عدد من محلات الجزارة في مركز قويسنا، حيث تُباع للمواطنين على أنها لحوم سليمة، دون علمهم بحقيقتها أو مصدرها.
مصادرة وإغلاق.. وتحقيق عاجل من النيابة
وعلى الفور، قامت الجهات الأمنية بمصادرة الكميات المضبوطة من اللحوم، وأغلقت الموقع المخالف لحين استكمال التحقيقات. كما تم تحرير محضر رسمي بالواقعة، وتولت النيابة العامة التحقيق مع المتهمين، تمهيدًا لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقهم.
تحذير عاجل من الجهات الرسمية
وأطلقت الجهات المعنية نداءً عاجلًا إلى المواطنين، بضرورة التأكد من مصدر اللحوم التي يتم شراؤها، ومراجعة ختم المجازر الرسمية الموجود على الذبيحة، مع التأكيد على الإبلاغ الفوري عن أي ممارسات أو أماكن مشبوهة.
وقالت المصادر إن التهاون في مراقبة مصادر اللحوم قد يؤدي إلى كوارث صحية جماعية، خاصة أن اللحوم النافقة قد تحتوي على ميكروبات مميتة وسموم تنتقل سريعًا إلى الإنسان.
ضرورة تفعيل الرقابة وتشديد العقوبات
ويطالب مواطنون ومراقبون بضرورة رفع درجة اليقظة الرقابية على الأسواق، وتكثيف الحملات على المذابح العشوائية التي تعمل بعيدًا عن أعين القانون، فضلًا عن تشديد العقوبات على المخالفين الذين يتاجرون بصحة الناس دون وازع من ضمير. كما أكدوا على أهمية التوعية المجتمعية بشأن علامات اللحوم السليمة وكيفية التفرقة بينها وبين اللحوم الفاسدة.
رسالة إلى المستهلك: صحتك تبدأ من وعيك
إن التأكد من مصدر اللحوم قبل شرائها لم يعد رفاهية، بل ضرورة يومية، في ظل تكرار حوادث مماثلة. ولأن الغذاء الفاسد هو طريق سريع للأمراض الخطيرة، فإن الالتزام بالتبليغ عن أي مخالفات أو لحوم مشبوهة، يمثل حماية حقيقية لكل أسرة في المجتمع.