التغيرات المناخية تهدد العنب وصناعة الزبيب تتقدم

قال الدكتور محمد علي فهيم، رئيس المعمل المركزي للتغيرات المناخية، إنه في ظل التحديات المناخية المتصاعدة التي تهدد العديد من المحاصيل الزراعية، برزت صناعة الزبيب في مصر كأحد الحلول الواعدة لإنقاذ زراعة العنب البناتي، خاصة في مناطق دلتا النيل، التي شهدت مؤخرًا تراجعًا كبيرًا في المساحات المزروعة، بسبب ضعف العائد الاقتصادي من بيع العنب الطازج.
وأكد الدكتور محمد علي فهيم، أن صناعة الزبيب تمثل فرصة استراتيجية لإحياء زراعة العنب وتحقيق قيمة مضافة للمزارع، في وقت أصبحت فيه أسعار العنب الفريش غير مجدية اقتصاديًا، ما دفع كثيرًا من المزارعين إلى اقتلاع كرومهم والتخلي عن المحصول.
العنب البناتي مهدد في دلتا مصر
وأشار "فهيم" إلى أن المحافظات الكبرى المنتجة للعنب، مثل الغربية والدقهلية، وبالتحديد في مراكز السنطة وزفتى وأجا وميت غمر، شهدت خلال المواسم الأخيرة تراجعًا ملحوظًا في الإقبال على زراعة العنب البناتي، نتيجة الخسائر المتكررة، وغياب التسويق المجزي، ما أدى إلى تحول كثير من المزارعين إلى محاصيل بديلة.
وأوضح أن التغيرات المناخية أثرت بشكل مباشر على جودة وكميات الإنتاج، حيث تزايدت شكاوى المزارعين من الأمراض الفطرية واضطراب درجات الحرارة، وهو ما انعكس سلبًا على المحصول، وزاد من صعوبة تسويقه كمنتج طازج.
الحل في الصناعة وليس في التخلي
وشدد رئيس المعمل المركزي للتغيرات المناخية على أن الحل لا يكمن في التراجع عن زراعة العنب، بل في تطوير نمط إنتاجه وتحويله إلى منتج صناعي ذي قيمة عالية، مؤكدًا أن صناعة الزبيب تُمثل خيارًا ذكيًا ومستدامًا يضمن الحفاظ على المساحات المزروعة، مع تحسين العائد الاقتصادي للمزارع.
وأشار إلى أن نجاح هذه الصناعة لا يتوقف عند مرحلة التجفيف، بل يتطلب منظومة متكاملة تبدأ من الحقل، وتمر بعمليات فرز وتجهيز وتعبئة وتسويق احترافي، حتى الوصول إلى المستهلك المحلي أو التصدير إلى الأسواق الخارجية، التي باتت تُقبل بشكل متزايد على المنتجات الطبيعية والمجففة.
الزبيب المصري... منتج تنافسي ينتظر الفرصة
واختتم "فهيم" تصريحاته بالتأكيد على أن مصر تمتلك كل المقومات اللازمة لإطلاق صناعة الزبيب بقوة في السوقين المحلي والعالمي، خاصة في ظل توافر الأصناف الملائمة من العنب، والظروف البيئية المناسبة، مطالبًا بضرورة توفير الدعم الفني والإرشادي للمزارعين، إلى جانب تسهيل إجراءات التسويق والتصدير، ما يفتح أبوابًا واسعة أمام هذا المنتج الواعد.