مصر حضن السلام.. وغصن الزيتون رمز الصمود الفلسطيني*

بكل فخر وعزة، شهدنا جميعًا كيف تحتضن مصر العالم شرقا وغربا، حيث اجتمع أبناء الوطن أمام شاشات التلفزيون، حاملين غصن الزيتون رمز السلام، يتعلمون ويُعَرّفون بأننا ننتمي إلى هذه الأرض العظيمة. ومع حديثي عن دور مصر التاريخي ومكانتها العظيمة، جاءني سؤال من ابني الصغير: لماذا يرتبط غصن الزيتون بالسلام، ولماذا يرتبط إخواننا في فلسطين بهذه الشجرة؟
سألته سؤالًا رائعًا وقلت له إنني سأجيب بعد توقيع سيادة الرئيس السيسي على اتفاقية وقف الحرب في غزة، وبعد ذلك استرسلت مع أبنائي في شرح العلاقة العميقة بين الفلسطينيين وشجرة الزيتون.
شجرة الزيتون.. رمز فلسطيني متجذر في الأرض والهوية
شجرة الزيتون ليست مجرد نبات في فلسطين، بل هي رمز للصمود والارتباط العميق بالأرض من الناحية الرمزية، الاقتصادية والسياسية.
• رمز الجذور والأصالة: عمر أشجار الزيتون الطويل دليل حي على وجود الفلسطينيين في أرضهم عبر آلاف السنين، حقيقة لا يغيرها الزمن. وللإشارة، كان غصن الزيتون رمزًا في دورة الألعاب الأولمبية أثينا 2004، حيث يمثل العودة إلى الجذور وشهادة للأبطال الأولمبيين في اليونان القديمة، ويحمل رسالة سلام للعالم.
• رمز الصمود والمقاومة: تتحمل شجرة الزيتون الظروف القاسية والصعبة، مما يجعلها رمزًا لصمود الفلسطينيين في مواجهة الاحتلال.
• رمز السلام والبركة: تعتبر الشجرة مقدسة في الأديان، ويرتبط زيت الزيتون ارتباطًا وثيقًا بالهوية الثقافية الفلسطينية.
من الناحية الاقتصادية
• تشكل أشجار الزيتون حوالي 57% من الأراضي الزراعية في فلسطين، ويُنتج منها زيت الزيتون، الذي يُعد مصدرًا غذائيًا هامًا بفضل غناه بالفينولات الصحية.
• يعتمد حوالي 100,000 أسرة فلسطينية على زيت الزيتون كمصدر دخل رئيسي.
من الناحية السياسية والصراع
• هدف للاستهداف: تتعرض أشجار الزيتون في فلسطين للاستهداف المستمر من قبل المستوطنين وجنود الاحتلال، الذين يقصون ويقتلعون آلاف الأشجار في محاولة لتغيير الواقع والهوية.
• رمز النضال: يُعتبر اقتلاع أشجار الزيتون هجومًا مباشرًا على الهوية الفلسطينية وارتباطها بالأرض، لكن مع وجود مصر العظيمة وإيمانها بالقضية الفلسطينية، فإن الحق سيعود لأصحابه مهما طال الزمن.
من يزرع أشجار الزيتون لا يطلب إلا السلام، ومصر، بقوتها وشعبها وإدارتها الحكيمة، باقية كالأهرامات شاهدة على عظمة هذا الوطن. ولقد كان لهذا الحديث مع أبنائي وقع كبير، حيث حمل كل واحد منهم علم مصر وهتفوا بكل حب: "تحيا مصر، تحيا مصر".
ـــــ ـــــــــــ ــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
*خبير وقاضي دولي في زيت الزيتون
عضو الجمعية العلمية للصناعات الغذائية – جامعة الإسكندرية