الأرض
الخميس 16 أكتوبر 2025 مـ 09:02 مـ 23 ربيع آخر 1447 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

بسبب المنافسة وضعف الطلب

تراجع صادرات القمح الروسي في بداية الموسم

تراجع صادرات القمح الروسي
تراجع صادرات القمح الروسي

شهدت صادرات القمح الروسي انخفاضا ملحوظا خلال الربع الأول من السنة التسويقية 2025-2026، متأثرة بتراجع الطلب العالمي وزيادة المنافسة من الموردين الآخرين. فقد شحنت روسيا، أكبر مصدر للقمح في العالم، نحو 7.1 مليون طن بين يوليو وسبتمبر، بانخفاض 18.4% عن الفترة نفسها من العام الماضي، وفقا لبيانات شركة S&P Global.


تراجع موسمي غير معتاد

جاء الانخفاض نتيجة تأخر الحصاد وإطالة إجراءات التصاريح، مما أبطأ وصول الحبوب إلى الموانئ. وشهد شهرا يوليو وأغسطس انخفاضا استثنائيا في الصادرات بنسبة 13% مقارنة بالعام الماضي، في فترة تعد عادة ذروة موسم التصدير. ومع ذلك، بدأت الشحنات بالتعافي في سبتمبر، مدفوعة بانخفاض الأسعار وتوافر كميات جديدة من المحاصيل، لتصل إلى 2.4 مليون طن، لكنها ظلت دون مستويات 2024.


تراجع الطلب من الشرق الأوسط

تأثرت الصادرات الروسية بتراجع المشتريات من دول رئيسية في الشرق الأوسط مثل مصر والسعودية. فقد خفضت مصر وارداتها من القمح الروسي بنسبة 39% إلى 1.1 مليون طن خلال الربع الأول من السنة المالية، في ظل انتظار انخفاض أسعار البحر الأسود. كما أدى ارتباك عمل الهيئة الحكومية الجديدة "مستقبل مصر" إلى تردد بعض الموردين في التعامل معها.

في الوقت ذاته، زادت مصر مشترياتها المحلية إلى 4 ملايين طن، ووسعت تنويع مصادرها لتشمل فرنسا وأوكرانيا ورومانيا والهند، بهدف تأمين الإمدادات في ظل تقلبات الأسعار العالمية. أما السعودية، فقد خفضت وارداتها من القمح الروسي بنسبة 19.4% إلى 395 ألف طن، مع استمرارها في تنويع الموردين من الاتحاد الأوروبي والأمريكتين وأستراليا.

في المقابل، ارتفعت واردات تركيا من القمح الروسي إلى 1.3 مليون طن، أي أكثر من الضعف مقارنة بالعام الماضي، بفضل إلغاء الرسوم الجمركية على الواردات وتسهيلات تجارية روسية مؤقتة.


منافسة عالمية متصاعدة

تواجه روسيا ضغوطا من منافسين كبار مثل الاتحاد الأوروبي والأرجنتين وأستراليا، الذين ضخوا كميات كبيرة من القمح بأسعار تنافسية في الأسواق الرئيسية بآسيا وشمال إفريقيا والشرق الأوسط. وتشير تقديرات "ستاندرد آند بورز" إلى أن إنتاج الاتحاد الأوروبي من القمح سيبلغ 140.1 مليون طن هذا الموسم، بزيادة ملحوظة عن العام الماضي.

كما رفعت بورصة روزاريو للحبوب في الأرجنتين تقديراتها لمحصول القمح إلى 23 مليون طن، بينما يتوقع أن تصل أستراليا إلى إنتاج يبلغ 35.2 مليون طن بفضل الظروف المناخية الجيدة.


توقعات إيجابية للموسم المقبل

رغم التراجع الحالي، يبدي المحللون تفاؤلا حذرا بشأن انتعاش صادرات القمح الروسي خلال الأشهر المقبلة، مدفوعة بمحصول وفير وانخفاض الأسعار. ويتوقع أندريه سيزوف من "سوف إيكون" أن ترتفع الشحنات في أكتوبر إلى ما بين 4.7 و5.2 مليون طن، مع تحسن الطلب العالمي وعودة مصر إلى السوق بدعم من استقرار عملتها المحلية.