الأرض
الخميس 16 أكتوبر 2025 مـ 04:42 مـ 23 ربيع آخر 1447 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

الزراعة تتوسع في القمح لتحقيق الأمن الغذائي

أعلن علاء فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، عن خطة وطنية موسعة لزراعة 3.5 مليون فدان من القمح خلال الموسم الحالي، في زيادة جديدة تصل إلى 400 ألف فدان مقارنة بالعام الماضي، في إطار جهود الدولة لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتعزيز الأمن الغذائي في ظل التحديات العالمية المتسارعة.

زراعة القمح في مصر.. توسع استراتيجي لمواجهة التحديات

يُعد القمح الركيزة الأساسية للأمن الغذائي في مصر، ويحتل المرتبة الأولى بين المحاصيل الاستراتيجية التي توليها الدولة اهتمامًا بالغًا، لما يمثله من أهمية في توفير الخبز المدعوم، الذي تعتمد عليه شريحة واسعة من المواطنين.

وفي هذا الإطار، تتبنى وزارة الزراعة خطة توسعية تستهدف زراعة 3.5 مليون فدان خلال الموسم الحالي، مقابل 3.1 مليون فدان العام الماضي، وذلك ضمن استراتيجية قومية لزيادة إنتاج القمح المحلي وتقليل الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك.

مركز تغير المناخ يحذر: لا تُبكّروا زراعة القمح

في الوقت الذي تعمل فيه الدولة على التوسع الأفقي في زراعة القمح، شدد مركز تغير المناخ التابع لمركز البحوث الزراعية على ضرورة تحديد الموعد المناسب للزراعة، محذرًا من مخاطر تبكير زراعة المحصول قبل الفترة المُوصى بها، والتي تبدأ من 10 نوفمبر حتى الأسبوع الأول من ديسمبر.

وأوضح المركز في تقرير فني أن التبكير في الزراعة يؤدي إلى نتائج عكسية تهدد الإنتاجية وجودة المحصول، وذلك للأسباب التالية:

تسارع الإنبات والدخول المبكر في النمو الخضري، مما يؤدي إلى الطرد المبكر خلال ديسمبر، ويُعرّض المحصول لفشل في عملية الإخصاب وبالتالي إنتاج سنابل فارغة.

تذبذب درجات الحرارة خلال الفترة الحالية يُضعف قدرة النبات على النمو السليم ويزيد من الإجهاد الفسيولوجي.

زيادة احتمالية الإصابة بالأصداء، وهي أمراض فطرية تصيب القمح وتؤثر على جودته وكميته.

استنزاف العناصر الغذائية والمياه دون تحقيق عائد إنتاجي حقيقي، مع ارتفاع في الاحتياج المائي بسبب طول عمر النبات في الطقس الدافئ.

حملات إرشادية وممارسات حديثة لدعم الفلاحين

أوضح الوزير علاء فاروق أن خطة الدولة لا تقتصر على زيادة المساحات فقط، بل تشمل أيضًا دعم المزارعين فنيًا وإرشاديًا من خلال:

تنظيم حملات توعية ميدانية وحقول إرشادية في مختلف المحافظات.

تقديم دورات تدريبية حول الممارسات الزراعية المثلى وتوقيت الزراعة المناسب.

نشر الزراعة على مصاطب واستخدام التسوية بالليزر لترشيد المياه وزيادة الإنتاجية.

ميكنة زراعية متطورة وتسهيلات في مستلزمات الإنتاج

أكد الوزير أن الوزارة وفرت جميع المعدات والآلات الزراعية الحديثة، وجاهزيتها في المحافظات لضمان تسهيل عملية الزراعة والحصاد، ما يوفّر الوقت والجهد ويُحسن من كفاءة الإنتاج. كما تم التأكيد على:

سهولة صرف مستلزمات الإنتاج وفقًا لمنظومة "كارت الفلاح".

وصول الأسمدة المدعمة لمستحقيها دون تأخير.

تفعيل غرف عمليات مركزية وفرعية لتلقي شكاوى الفلاحين وحلها الفوري.

دعم كامل من الدولة لتحقيق موسم ناجح

أكد علاء فاروق على أن الدولة تُسخّر كافة الإمكانات لدعم الفلاح المصري، باعتباره شريكًا رئيسيًا في تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح.

وأشار إلى أن نجاح الموسم الزراعي هذا العام سيكون نقطة فاصلة في تحسين مؤشرات الأمن الغذائي، خاصة مع ارتفاع أسعار الحبوب عالميًا، واضطرابات سلاسل التوريد.