خبيرة تكشف مخاطر إهمال تحصين الثروة الحيوانية

أكدت الدكتورة مريم عجيب، بقسم الإرشاد بمديرية الطب البيطري بسوهاج، أن مرض الحمى القلاعية لا يزال يشكل تهديدًا خطيرًا للثروة الحيوانية في مصر.
وأشارت إلى خطورته البالغة من حيث سرعة انتشاره وتأثيره الاقتصادي والاجتماعي على صغار المربين والأسواق المحلية.
الحمى القلاعية.. فيروس يهدد الأمن الغذائي واستقرار المجتمعات
يمثل مرض الحمى القلاعية تحديًا حقيقيًا للقطاع البيطري، فهو أحد أخطر الأمراض الفيروسية المعدية التي تصيب الحيوانات ذات الظلف، مثل الأبقار والجاموس والماعز والأغنام. وبحسب تأكيدات الدكتورة مريم عجيب، فإن عترة SAT 1 تحديدًا تعتبر من السلالات شديدة الضراوة، لما تسببه من خسائر مباشرة وغير مباشرة تهدد استقرار المجتمعات الريفية، وتعصف بمصادر رزق آلاف الأسر.
طرق انتقال سريعة وصادمة
تكمن خطورة الحمى القلاعية في قدرتها الفائقة على الانتشار، حيث ينتقل الفيروس عبر عدة وسائل، أبرزها:
الاتصال المباشر بين الحيوانات المصابة والسليمة.
الهواء: حيث يمكن أن ينقل الفيروس لمسافات طويلة بواسطة الرياح.
الملابس والأحذية والأدوات الملوثة، إلى جانب عربات النقل والأعلاف.
إفرازات الجسم المختلفة: مثل اللعاب، الحليب، البول، والبراز.
هذه الطرق تجعل من السيطرة على المرض أمرًا بالغ التعقيد، مما يتطلب تكاتفًا قويًا بين الجهات البيطرية والمربين.
خسائر فادحة تهدد الإنتاج الحيواني
تشير الدراسات والبيانات الميدانية إلى أن الحمى القلاعية تُحدث خسائر اقتصادية جسيمة، منها:
انخفاض حاد في إنتاج الحليب واللحوم بسبب فقدان الوزن وضعف الحالة الصحية العامة للحيوان.
الإجهاض بين الإناث الحوامل، ما يؤدي إلى خسارة الأجيال الجديدة من العجول.
ارتفاع نسبة النفوق بين العجول الصغيرة، حيث تصل إلى 90% أو أكثر.
زيادة التكاليف البيطرية من تحصينات وقائية وعلاجات ثانوية وعمليات تطهير مستمرة.
هذه الخسائر تضعف من قدرة المربي، خاصة محدودي الدخل، على الاستمرار، مما يؤثر بدوره على منظومة الأمن الغذائي الوطني.
أضرار اجتماعية تمس حياة آلاف الأسر
تؤكد الدكتورة مريم عجيب أن الأثر لا يتوقف عند الحدود الاقتصادية، بل يمتد ليشمل الجوانب الاجتماعية، حيث تُفقد الأسر البسيطة مصدر رزقها الوحيد، ما يؤدي إلى زيادة معدلات الفقر، والتأثير على التعليم والصحة داخل تلك البيئات المعتمدة على النشاط الحيواني كمورد أساسي للدخل.
جهود الدولة لمواجهة المرض
في مواجهة هذا التهديد، تعمل الدولة على تنفيذ برامج تحصين جماعية موسعة، تستهدف تغطية أكبر عدد ممكن من الحيوانات، إلى جانب تفعيل آليات الرقابة البيطرية الدقيقة، لرصد أي بؤر إصابة مبكرًا والتعامل معها قبل انتشارها.
كما تشمل الجهود حملات توعية للمربين حول كيفية التعامل مع المرض، وأهمية الإبلاغ الفوري عن أي أعراض مشتبه بها، بهدف تقليل معدلات الإصابة والوفيات، والحفاظ على استقرار السوق المحلي.
كلمة أخيرة
يبقى مرض الحمى القلاعية واحدًا من التحديات الكبرى التي تواجه قطاع الثروة الحيوانية في مصر، ويستلزم تكاتف جميع الجهات المعنية، إلى جانب التزام المربين بالتعليمات الوقائية، من أجل الحد من آثاره المدمرة، وتأمين مصادر الغذاء والدخل للمجتمعات الريفية.