الأرض
الأربعاء 15 أكتوبر 2025 مـ 06:38 مـ 22 ربيع آخر 1447 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

السويد تنشئ مستودعات حبوب استراتيجية في الشمال تحسبا للطوارئ

اتخذت الحكومة السويدية خطوة جديدة لتعزيز أمنها الغذائي في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية في أوروبا، بإصدار قرار يقضي بإنشاء احتياطات استراتيجية من الحبوب في شمال البلاد، تحسبا لاحتمال اندلاع نزاع مسلح أو انقطاع طرق الإمداد.

مخزون استراتيجي في المناطق الشمالية

وبحسب ما أعلن المكتب الصحفي للحكومة السويدية، كلفت وزارة الزراعة بتنفيذ الخطة التي تستهدف إنشاء مستودعات في مناطق نوربوتن وفاستربوتن وفاسترنورلاند ويمتلاند، وهي المناطق الأكثر بعدا والأكثر عرضة للعزلة في حال وقوع أزمة. وستخصص ميزانية تبلغ 575 مليون كرونة سويدية، أي ما يعادل نحو 60 مليون دولار أمريكي، لتأسيس تلك الاحتياطيات الحيوية.

وأشار البيان إلى أن الحبوب المخزنة ستجدد بانتظام للحفاظ على صلاحيتها وجودتها، مما يجعل هذه المستودعات جزءا من منظومة دائمة لضمان الأمن الغذائي الوطني.

أهمية استراتيجية ودفاعية

صرح وزير الدفاع المدني، كارل أوسكار بولين، أن شمال السويد يمثل موقعا ذا أهمية استراتيجية كبرى في الدفاع عن البلاد، وهو ما يبرر البدء بإنشاء المستودعات هناك. وأوضح أن الهدف هو ضمان توافر الإمدادات الغذائية الأساسية في حال تعطل سلاسل النقل أو الإمداد أثناء الأزمات.

أما وزير الزراعة، بيتر كولجرين، فأكد أن الحكومة تخطط لتوسيع البرنامج تدريجيا ليشمل مناطق أخرى من البلاد، مشيرا إلى أن تمويلا إضافيا قد تم تخصيصه بالفعل في ميزانية الدولة للفترة 2026–2028 لدعم هذا التوجه.

خلفية أمنية متوترة

تأتي هذه الخطوة ضمن استراتيجية أوسع لتعزيز الجاهزية الوطنية، حيث تستعد السويد لزيادة إنفاقها الدفاعي بنحو 3 مليارات دولار لمواءمة معايير حلف الناتو. وفي الوقت نفسه، تصاعدت المخاوف الأمنية بعد تزايد الهجمات الهجينة الروسية على دول أوروبية، شملت استخدام طائرات مسيرة وانتهاكات للمجال الجوي.

ويرى مراقبون أن إنشاء مستودعات الحبوب يمثل مزيجا من الأمن الغذائي والجاهزية الدفاعية، في وقت تعيد فيه السويد ودول شمال أوروبا تقييم استراتيجياتها لمواجهة سيناريوهات الطوارئ المحتملة.