توصيات ذهبية لمزارعي البسلة لزيادة الأرباح

تبرز زراعة البسلة كمحصول شتوي واعد، لكن نجاحها يتطلب التزامًا دقيقًا بتوصيات فنية حاسمة. وفي هذا الإطار، كشف الدكتور محمود عتمان، رئيس بحوث متفرغ بمعهد بحوث الإرشاد الزراعي، عن تفاصيل شاملة لأساليب الزراعة المثلى للبسلة، محذرًا من أخطاء شائعة تؤثر سلبًا على الإنتاج، ومقدمًا خارطة طريق دقيقة للمزارعين لزيادة الغلة وتحقيق جودة عالية.
الري.. سلاح ذو حدين في زراعة البسلة
أوضح الدكتور عتمان أن البسلة من المحاصيل البقولية شديدة الحساسية للري، فقلة المياه تؤدي إلى ضعف الإنتاج، بينما الري الزائد يسبب اصفرار النبات وزيادة فرص الإصابة بالأمراض الفطرية، وعلى رأسها تعفن الجذور. ومن هنا، فإن الاعتدال في الري وتنظيمه، خاصة خلال مرحلتي التزهير وتكوين القرون، هو العنصر الحاسم في رفع الإنتاجية.
التوقيت المثالي للزراعة
وأشار عتمان إلى أن أفضل توقيت لزراعة البسلة يبدأ من أكتوبر، إلا أنه يمكن التبكير بالزراعة من أول سبتمبر، وتمتد حتى يناير في بعض المناطق. لكن التبكير الشديد أو التأخير الملحوظ ينعكس سلبًا على النمو والإنتاجية.
التربة المناسبة والدورة الزراعية
وشدد على أهمية اختيار أراضٍ جيدة الصرف وقليلة الملوحة، مع الالتزام باتباع دورة زراعية ثلاثية، للحد من انتشار أمراض التربة والحفاظ على خصوبة الأرض. التربة الصحية هي القاعدة الأساسية لموسم ناجح، وتُعد من أهم العوامل التي تؤثر في جودة المحصول.
أصناف البسلة وتوصيات الزراعة
تطرق عتمان إلى أهم أصناف البسلة قصيرة النمو مثل:
ماستر بي
ليتل مارفل
بروجرس 9
وهي تناسب الأراضي الخصبة، في حين أن الأصناف المتوسطة مثل:
لنكولن
فيكتوري فريزر
تلائم الأراضي الجديدة.
أما كمية التقاوي، فتتراوح بين:
30 كجم للفدان عند الزراعة على ريشة واحدة
50–60 كجم في الزراعة المكثفة (على ريشتين أو ثلاث)
نحو 25 كجم للأصناف المتوسطة
التسميد الجيد أساس الحصاد المربح
أكد الدكتور عتمان على أهمية الحرث الجيد والتشميس الكافي في الأراضي القديمة لتطهيرها من الأمراض، مع إضافة الأسمدة العضوية والكيميائية قبل الزراعة.
وفي الأراضي الجديدة، أوصى بإضافة:
30 م³ سماد مواشي أو 15 م³ سماد كتكوت
200 كجم سوبر فوسفات
100 كجم كبريت زراعي
50 كجم سلفات بوتاسيوم
50 كجم سلفات أمونيوم
وتُمد خراطيم الري أعلى منتصف الخط، مباشرة فوق السماد، للحصول على أفضل نتيجة.
العقدين والوقاية من الهالوك
نصح الدكتور عتمان بمعاملة تقاوي البسلة بالعقدين قبل الزراعة، خاصة في الأراضي الجديدة أو التي لم يُزرع بها محاصيل بقولية سابقًا. هذا الإجراء يُسهم في تعزيز تكوين العقد الجذرية، ما يحسّن من امتصاص الأزوت ويزيد من إنتاجية الفدان.
وفيما يخص هالوك البسلة، أوضح أنه لا توجد مبيدات فعالة حاليًا لمكافحته، لذا تقتصر المكافحة على الوقاية عبر:
اتباع دورة زراعية مناسبة
استخدام أصناف مقاومة
تقليع البراعم بمجرد ظهورها
غمر الأرض بالمياه
استخدام البيوتشار
زراعة محاصيل صائدة مثل الكتان
دعم الفلاح لزيادة العائد القومي
اختتم الدكتور عتمان تصريحاته بالتأكيد على أن نشر التوصيات الفنية الدقيقة بين الفلاحين ليس فقط لتحسين إنتاجية البسلة، بل لتعزيز الإنتاج المحلي من المحاصيل البقولية بشكل عام، ما ينعكس إيجابيًا على العائد الاقتصادي للفلاح، ويقلل الاعتماد على الاستيراد.