الأرض
الجمعة 4 يوليو 2025 مـ 07:29 مـ 8 محرّم 1447 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

نباتات الزينة درع أخضر لمواجهة تغير المناخ.. تفاصيل

نباتات الزينة
نباتات الزينة

يشهد العالم تغيرات مناخية متسارعة وتلوث بيئي متفاقم، تبرز نباتات الزينة كأحد الحلول الطبيعية التي لا يلتفت إليها كثيرون رغم تأثيرها القوي والمباشر على جودة الحياة. فمن مجرد لمسة جمالية، تحولت هذه النباتات إلى عنصر فاعل في تحسين الصحة النفسية، تنقية الهواء، وتخفيف وطأة درجات الحرارة المرتفعة.

الدكتورة حنان محمد يوسف، رئيس قسم بحوث نباتات الزينة وتنسيق الحدائق بمعهد بحوث البساتين في مركز البحوث الزراعية، تكشف عن أسرار علمية مذهلة حول فوائد نباتات الزينة. تقول إن هذه النباتات قادرة على خفض درجات الحرارة بما يصل إلى 12 درجة مئوية في بعض المدن المصرية، بحسب قياسات علمية دقيقة، مما يساهم في تقليل العبء الحراري على الإنسان، خاصة في أوقات الذروة.

فلتر طبيعي للهواء... ودرع ضد التلوث

لا يقتصر دور نباتات الزينة على التبريد فقط، بل تعمل كمرشحات طبيعية تمتص الجزيئات الضارة والغبار والعفن، وتحتجز مسببات الحساسية المنتشرة في الهواء. كما أنها قادرة على امتصاص العناصر الثقيلة مثل الرصاص، والتي تُعد من أخطر ملوثات البيئة وأكثرها ضررًا على الصحة.

إلى جانب ذلك، تسهم هذه النباتات في تعزيز التنوع البيولوجي، ودعم استدامة النظم البيئية، كما تلعب دورًا مهمًا في رفع معدلات الأكسجين والتقليل من ثاني أكسيد الكربون وأول أكسيد الكربون في الجو، مما يحسن نوعية الهواء المحيط سواء في المنازل أو المكاتب أو حتى الأماكن العامة.

قائمة ذهبية من النباتات وفوائدها السحرية

من بين أبرز النباتات التي نُوصي بها:
الأسبيروجيرا: نبات سهل العناية، يمتاز بقدرات فائقة على تنقية الهواء، وله فوائد طبية متعددة.
بلاك بيرل: أحد أنواع الفلفل الزيني، يتميز بأوراقه السوداء اللامعة، التي تتخللها ثمار صغيرة تشبه اللؤلؤ الأسود.
الفوجير: نبات مورق ذو أوراق ريشية جذابة، يستخدم في الداخل والخارج لإضفاء لمسة خضراء ناعمة على المكان.
سانسيفيريا (نبات الأفعى): من أكثر النباتات قدرة على التحمل، يمتص الملوثات بكفاءة ويطلق الأكسجين ليلاً، ما يجعله مثاليًا لغرف النوم.
البنفسج: يعمل على تقليل مسببات الحساسية، ويضفي إحساسًا بالهدوء والسكينة.

تحسين الصحة النفسية وزيادة الإبداع

وجود نباتات الزينة في الأماكن المغلقة يساعد في رفع الحالة النفسية، وتحسين جودة الهواء، مما ينعكس إيجابيًا على راحة الإنسان وقدرته على التركيز والإبداع. وقد أثبتت الدراسات أن النباتات تمتص الإشعاعات الضارة المنبعثة من الأجهزة الكهربائية والمفروشات، كما تسهم في رفع نسبة الرطوبة الداخلية، ما يقلل من مشكلات الجهاز التنفسي وجفاف البشرة.

أخطاء قاتلة يرتكبها كثيرون
ورغم هذه الفوائد الكبيرة، يقع بعض محبي النباتات في أخطاء شائعة قد تؤدي إلى تدهور صحة النبات وموته، أبرزها:
الري المفرط أو الخاطئ: الإفراط في الماء يؤدي إلى تعفن الجذور، بينما الإهمال يسبب جفاف التربة وذبول الأوراق.
عدم مراعاة الإضاءة: كل نبات له احتياجات ضوئية مختلفة، بين شمس مباشرة أو ظل جزئي، ويجب استكمال الإضاءة الصناعية عند الحاجة.
تربة غير مناسبة: النبات لا ينمو إلا في بيئة صحية. التربة يجب أن تكون غنية بالعناصر الغذائية، وجيدة التهوية لتفادي اختناق الجذور.
الإهمال في التقليم: التقليم ليس للتجميل فقط، بل يحفز النمو ويمنع انتشار الأمراض.
نقل النبات من مكان لآخر باستمرار: هذا يرهق النبات ويؤثر على تكيّفه ونموه.
تجاهل النظافة: تراكم الأتربة والأوراق الذابلة يسهل انتشار الآفات، لذلك يجب تنظيف النبات باستمرار.
عدم استخدام الدعامات: بعض النباتات تحتاج إلى دعامات لتثبيتها وتوجيه نموها بشكل سليم.


نصيحة ذهبية قبل الشراء
قبل اقتناء أي نبتة، لا بد من معرفة احتياجاتها الأساسية من حيث الإضاءة، نوع التربة، كميات الري، والتسميد المناسب. كما يُنصح بإجراء ما يعرف بـ"خربشة التربة" أو تقليب سطحها بلُطف، وهي طريقة فعالة تساعد على تهوية الجذور وتُعتبر بمثابة "نصف رية".

في النهاية، نباتات الزينة ليست مجرد ديكور، بل هي رئة خضراء داخلية، تحسّن حياتك دون أن تنطق بكلمة. فازرعها، اعتنِ بها، واتركها تعمل في صمت لصحتك وصحة كوكبك.