انهيار أسعار الطماطم يهدد المزارعين.. تفاصيل

قال المهندس أحمد مناع، استشاري زراعي، أن أسواق الطماطم في مصر تشهد أزمة حادة تهدد آلاف المزارعين بخسائر جسيمة، نتيجة الانخفاض الكبير في الأسعار، وهو ما جعل بيع المحصول غير مجدٍ اقتصاديًا، بل مكلفًا في بعض الأحيان. وفي ظل هذه الأوضاع، تتصاعد المخاوف من تراجع مساحات زراعة الطماطم في المواسم المقبلة، الأمر الذي قد يؤدي إلى أزمة معاكسة في العرض وارتفاع جنوني في الأسعار مستقبلاً.
"نُتلف المحصول بأيدينا".. مأساة المزارعين تبدأ بعد الحصاد
وكشف المهندس أحمد مناع، عن أن انهيار أسعار الطماطم وصل إلى حدٍ جعل المزارعين عاجزين عن تغطية تكاليف الحصاد والنقل، ما دفع كثيرين منهم إلى تأخير عملية الجني، الأمر الذي تسبب في تلف كميات ضخمة من المحصول داخل الحقول أو أثناء نقله.
وأوضح مناع أن بعض المزارعين لا يمتلكون حتى 500 جنيه لاستئجار سيارة تنقل المحصول إلى السوق، وفي حال تمكنوا من توفيرها، فإنهم يواجهون تحديًا آخر؛ إذ تضطر شاحنات الطماطم المنتظرة أمام مصانع الصلصة للانتظار يومين أو أكثر بسبب التكدس، ما يؤدي إلى تعفن المنتج داخل السيارات أو في المخازن، قبل أن يُلقى به أخيرًا على الطرقات دون تحقيق أي استفادة.
خسائر بالجملة.. والدولة مطالبة بالتدخل العاجل
وأكد مناع أن المزارعين لا يتحملون فقط خسائر المحصول، بل يدفعون من جيوبهم أجور النقل والعمالة، مشددًا على أن استمرار هذه الأوضاع قد يدفع شريحة كبيرة منهم إلى التوقف عن زراعة الطماطم في المواسم المقبلة، في خطوة تُنذر بانخفاض الإنتاج المحلي وفتح الباب أمام تقلبات سعرية حادة في الأسواق.
الحل ليس بعيدًا.. ولكن يتطلب إرادة وتخطيط
وطالب مناع بضرورة تدخل عاجل من الدولة لحماية المزارعين من التقلبات المفاجئة في الأسعار، مشيرًا إلى إمكانية دعم عملية النقل أو تقديم حوافز لضمان تسويق المحصول بسعر عادل. كما دعا إلى تطوير منظومة سلاسل التوريد وتوزيع الإنتاج بشكل أكثر كفاءة لتجنب تكرار هذه الأزمات مستقبلاً.
واختتم حديثه بالتأكيد على أن "الزراعة عمود الاقتصاد الريفي، وإذا استمرت الخسائر بهذا الشكل، فإن العزوف عن الزراعة سيكون واقعًا لا مفر منه".