3 مراحل تكشف أسرار حمل النعاج بدقة

تمثل معرفة علامات الحمل عند النعاج خطوة أساسية لكل مربٍ يسعى للحفاظ على صحة قطيعه وتحقيق أعلى معدلات الولادة الآمنة والإنتاجية.
ويُقسم الحمل عند النعاج إلى ثلاث مراحل رئيسية، تحمل كل منها مؤشرات دقيقة، تُمكّن المربي من فهم حالة النعجة وتقديم الرعاية المناسبة في الوقت الصحيح.
المرحلة الأولى: بداية التكوين ومؤشرات مبكرة
في الأسابيع الأولى بعد التلقيح، وتحديدًا خلال الأسبوعين الأولين، تبدأ بعض الإشارات الهادئة بالظهور، أبرزها اختفاء علامات الشياع، وظهور نوع من السكون أو قلة النشاط المعتادة، إلى جانب تغيرات بسيطة في الشهية أو المزاج. هذه العلامات، وإن بدت غير واضحة للبعض، إلا أنها تشكل دليلاً مبكرًا على بدء الحمل.
المرحلة الثانية: نمو داخلي وتغيرات تدريجية
مع مرور ما بين شهر إلى شهرين على التلقيح، تدخل النعجة في المرحلة المتوسطة من الحمل، والتي تتسم بوضوح أكبر في العلامات. إذ يبدأ استهلاك العلف في التزايد تدريجيًا، ويظهر امتلاء خفيف في جانب البطن، تحديدًا من الجهة اليمنى، حيث يتوضع الرحم غالبًا. كذلك يُلاحظ تغير بسيط في شكل الضرع، كتهيئة طبيعية لمرحلة الإرضاع.
المرحلة الأخيرة: استعدادات الولادة واحتياج خاص للعناية
في الشهرين الأخيرين من الحمل، تظهر التغيرات الجسدية بشكل أكثر وضوحًا، حيث يزداد حجم البطن بشكل ملحوظ، ويبدأ الضرع بالامتلاء تدريجيًا بالحليب، خاصة خلال الأسبوعين الأخيرين قبل الولادة. ويصاحب هذه المرحلة بطء في حركة النعجة، مع تكرار الاستلقاء، كإشارة إلى ثقل الحمل.
ومع اقتراب موعد الولادة، تتباعد عظام الحوض شيئًا فشيئًا، وتبدأ النعجة في إظهار علامات القلق، وتبحث عن مكان هادئ وآمن لتضع فيه مولودها، وهي مرحلة تتطلب مراقبة دقيقة واستعدادًا خاصًا من المربي لضمان ولادة سلسة وآمنة.
رعاية قائمة على الفهم والمتابعة
إن فهم هذه المراحل ومراقبة علاماتها بدقة ليس رفاهية، بل ضرورة ملحّة في منظومة التربية الحديثة. فكل إشارة تطرأ على النعجة تُعد رسالة بيولوجية هامة، تعكس حالة الجنين وصحة الأم، ما يساعد المربين على التدخل في الوقت المناسب، وتقديم الرعاية المثلى في المراحل الحساسة من الحمل.
وبالتالي، فإن المتابعة المستمرة لحمل النعاج تُعد من أهم العوامل التي تسهم في خفض معدلات الإجهاض والمضاعفات، وتضمن ولادات ناجحة، تقود بدورها إلى قطيع قوي وإنتاج مستقر.