واردات روسيا الغذائية في مهب التوتر مع أذربيجان

تواجه روسيا تهديدا حقيقيا لوارداتها من الفاكهة والخضراوات والمكسرات والفواكه المجففة بسبب تصاعد التوترات مع أذربيجان، ما يسلط الضوء على اعتمادها الكبير على الشتات الأذربيجاني الذي يُهيمن فعليًا على سلاسل التوريد الغذائية الحيوية. وبحسب تقديرات المحللين، تتحكم الشركات التي يديرها أفراد من أصل أذربيجاني في ما يصل إلى 85% من واردات روسيا من هذه المنتجات.
هذا الاعتماد العميق يكشف هشاشة الأمن الغذائي الروسي، خاصة في وقت تتزايد فيه الضغوط السياسية والتمييز الممنهج ضد الجالية الأذربيجانية داخل روسيا، بما في ذلك حاملو الجنسية الروسية. ويكتسب هذا الملف حساسية إضافية بالنظر إلى دور هذه الجالية في التجارة الداخلية، من أسواق الجملة الكبرى مثل "فود سيتي" في موسكو، إلى منافذ البيع بالتجزئة وسلاسل التوزيع في مدن روسية عديدة.
التداعيات بدأت بالفعل في الظهور، مع تقارير عن تشديد الرقابة ومداهمات لمقار تجارية وتعليق للأنشطة يطال أفرادًا من أصول أذربيجانية، وهو ما يُنذر باضطرابات محتملة في إمدادات الغذاء الطازج إلى السوق الروسية. وفي ظل الطبيعة اللامركزية لسلاسل التوريد، فإن أي خلل في هذه الشبكات قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار ونقص في المعروض، خصوصًا في أصناف لا غنى عنها في السوق الروسي.
ويُنصح المصدرون الذين يتعاملون مع السوق الروسية أو مع شركات يقودها أفراد من الشتات الأذربيجاني بمراقبة تطورات الوضع عن كثب، واتخاذ الاحتياطات اللازمة لحماية مصالحهم التجارية وضمان استمرارية التوريد، وسط مناخ سياسي وتجاري بالغ الحساسية.