الأرض
الثلاثاء 17 يونيو 2025 مـ 10:56 مـ 20 ذو الحجة 1446 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

الصين تسعى لتوسيع التجارة الحرة مع إفريقيا عبر اتفاقية شاملة بلا رسوم جمركية

في خطوة استراتيجية لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع القارة الأفريقية، أعلنت الصين عن نيتها التفاوض على اتفاقية تجارة حرة مع 53 دولة أفريقية، تهدف إلى إلغاء الرسوم الجمركية وتوسيع نطاق التجارة المعفاة من الرسوم لتشمل ليس فقط الدول الأقل نموًا، بل أيضًا الدول متوسطة الدخل.
من دعم الفقراء إلى شراكة أشمل
تُوفر الصين حاليًا إعفاءات جمركية للعديد من الدول الأقل نموًا، بما في ذلك عدد كبير من الدول الأفريقية. أما الاتفاقية الجديدة، فتسعى إلى توسيع هذا الإعفاء ليشمل اقتصادات أكثر تقدمًا مثل جنوب أفريقيا، نيجيريا، المغرب، مصر، وكينيا، والتي تمتلك بنى تحتية صناعية أكثر تطورًا، ما يمنحها قدرة أعلى على التصدير للسوق الصينية.
وأكدت وزارة الخارجية الصينية، عقب اجتماع في تشانغشا مع وزراء خارجية أفارقة، على استعدادها لـ"الترحيب بمنتجات عالية الجودة من أفريقيا" في السوق المحلية، في إشارة إلى رغبة بكين في تنويع وارداتها وتعزيز التبادل التجاري المتكافئ.
تحديات تفاوت النمو والدعم المرافق
رغم الطابع الإيجابي للمبادرة، فإن التفاوت في مستويات التطور الاقتصادي بين الدول الأفريقية يطرح تحديات واضحة. فبينما تمتلك دول مثل جنوب أفريقيا مزايا تصديرية واضحة، تواجه دول أقل نموًا مثل تنزانيا صعوبات تنافسية.
وفي هذا السياق، تلتزم الصين بدعم هذه الدول الأضعف من خلال برامج تدريب وترويج وتسويق، لضمان عدم تهميشها في ظل زيادة المنافسة على السوق الصينية.
ميزان تجاري مختل ومخاوف من استمرار العجز
رغم النمو في حجم التجارة بين الصين وأفريقيا، فإن الميزان التجاري لا يزال يميل بشدة لصالح الصين، التي أعلنت العام الماضي عن فائض تجاري بقيمة 62 مليار دولار مع القارة.
وأشارت هانا رايدر، مديرة شركة "Development Reimagined"، إلى أن الاتفاقية قد تُحدث تحولًا حقيقيًا فقط في حال ترافقت مع زيادة كبيرة في الصادرات الأفريقية إلى الصين، محذّرة من أن استمرار العجز سيُقوض فرص تحقيق توازن تجاري عادل.
قمة بكين: مؤشرات على عودة الزخم الاستثماري
في إطار هذه الجهود، شهدت قمة بكين الأخيرة إعلان الصين عن حزمة اقتصادية ضخمة موجهة للاقتصادات الأفريقية، في مسعى لتعويض التأثيرات السلبية التي خلفتها جائحة كوفيد-19، وتجديد الالتزام الصيني تجاه التنمية الأفريقية، خصوصًا في مجالات البنية التحتية، والزراعة، والتكنولوجيا.
وتُمثل الخطوة الصينية نحو تجارة حرة مع 53 دولة أفريقية تطورًا مهمًا في العلاقات الاقتصادية جنوب-جنوب، وتفتح الباب أمام فرص تصديرية هائلة لأفريقيا. لكن نجاح الاتفاقية سيعتمد على قدرتها على تحقيق توازن حقيقي في المصالح، وتوفير الدعم الكافي للدول الأضعف اقتصاديًا، وضمان اندماج منصف في السوق الصينية.

موضوعات متعلقة