الصين تقلص وارداتها من القمح الأمريكي في ظل تصاعد التوترات التجارية

في تطور لافت على صعيد العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، خفّضت بكين بشكل ملحوظ وارداتها من القمح الأمريكي، ما يُعد استثناءً ملحوظًا في وقت تشهد فيه أسواق القمح العالمية استقرارًا نسبيًا.
وقال ستيف ميرسر، نائب الرئيس الأول للاتصالات في شركة US Wheat Associates، إن الصين، التي تُعد سوقًا متقلبة للقمح الأمريكي، اعتادت شراء كميات من القمح الأحمر الشتوي الصلب عند توفر فرصة سعرية مناسبة، إلا أن هذه المشتريات توقفت منذ أغسطس من العام الماضي.
وأشار ميرسر إلى أن الصين اتجهت إلى مصادر بديلة أقل تكلفة، مثل أستراليا وروسيا، لتلبية احتياجاتها، وهو ما يعكس جهودها لتقليل الاعتماد على الإمدادات الأمريكية في ظل استمرار الحرب التجارية بين البلدين.
ووفقًا للبيانات، شهدت واردات الصين الإجمالية من القمح انخفاضًا حادًا خلال العام الجاري.
ويرى مراقبون أن هذا التراجع يتماشى مع السياسة الصينية الرامية إلى تعزيز الاكتفاء الذاتي الغذائي وتقليل الانكشاف على المخاطر التجارية الناتجة عن التوترات الجيوسياسية.
وأكّد ميرسر أن الرسوم الجمركية المفروضة في إطار الحرب التجارية قد تساهم في تحفيز المفاوضات بين الجانبين، معربًا عن أمل المزارعين الأمريكيين في معالجة القيود الحالية عبر الحوار البنّاء، ومؤكدًا تمسّكهم بالتفاؤل بشأن مستقبل الشراكات التجارية.