الأرض
الأحد 15 يونيو 2025 مـ 08:21 صـ 18 ذو الحجة 1446 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

ارتفاع أسعار الثوم التشيلي والمنافسة الصينية تهدد الموسم المقبل

أنهت تشيلي موسم تصدير الثوم لعام 2024-2025 بنتائج تفوق التوقعات، حيث شهدت البلاد زيادة في الإنتاج وارتفاعًا في الأسعار، بفضل ظروف مناخية مثالية وطلب قوي من الأسواق الخارجية، ولا سيما المكسيك.
وأكد نيلسون كورديرو أريفالو، المدير العام لشركة NCA Comercializadora y Exportadora، أن الموسم جاء إيجابيًا على عدة أصعدة:
"سجلنا زيادة بنسبة 20% في الإنتاج والأسعار مقارنة بالموسم السابق. وقد لعب المناخ دورًا محوريًا، حيث اتسمت الفترة بنمط مناخي محايد دون تأثيرات النينيو أو النينيا، مما أتاح درجات حرارة طبيعية، تلاها شتاء بارد تميز بأكثر من 600 ساعة من البرد، مع جفاف تام خلال الحصاد، وهو ما عزز جودة الثوم الأرجواني الصيني الذي ننتجه حصريًا".
المكسيك تقود الطلب.. وأسواق أخرى تنمو
صدّرت NCA ما يقارب 90% من إنتاجها إلى المكسيك، التي واجهت هذا الموسم عجزًا ملحوظًا في إمدادات الثوم المحلي. كما وصلت شحنات أخرى إلى البرازيل وإسبانيا.
"كل حاوية من أصل 28 حاوية صدّرناها، كانت تحمل 2200 صندوقًا بوزن 10 كجم، بسعر يتراوح بين 30 و33 دولارًا للصندوق – وهو أعلى بكثير من أسعار الموسم الماضي التي لم تتجاوز 25 دولارًا"، حسب كورديرو، الذي أرجع هذا الارتفاع إلى ندرة المنتج في الأسواق الرئيسية، وتفضيل المشترين للثوم التشيلي الطازج مقارنةً بالثوم المُخزن (الحجري) الذي يُستهلك شتاءً في النصف الشمالي من الكرة الأرضية.
تحديات لوجستية تُعيق الأداء المثالي
ورغم هذه النتائج الإيجابية، عانى الموسم من مشاكل على مستوى الخدمات اللوجستية، حيث تسبب نقص الحاويات وتأخيرات في الموانئ المكسيكية في إبطاء عمليات التسليم:
"اضطرت بعض الشحنات للانتظار حتى 15 يومًا في الميناء، ما أثّر على الزبائن وسلاسل الإمداد بشكل عام"، وفقًا لكورديرو.
المخاوف تحيط بالموسم المقبل رغم التفاؤل المناخي
وعن توقعاته للموسم المقبل، أبدى كورديرو تفاؤلاً حذرًا، مشيرًا إلى احتمال تحوّل المناخ نحو ظاهرة النينيا، التي قد توفر ظروفًا ملائمة لإنتاج الثوم – مثل انخفاض درجات الحرارة وقلة الأمطار.
لكن من جهة أخرى، يحذّر من أن زيادة الإنتاج في بلدان مثل بيرو والأرجنتين، بالإضافة إلى انخفاض أسعار الثوم الصيني بنسبة 30 إلى 40%، قد يفرض ضغطًا قويًا على السوق العالمية، ما يضع تساؤلات حول مستقبل الأسعار والتنافسية.
التركيز على الجودة لا الكمية
وفي ظل هذا الواقع المعقد، ختم كورديرو بقوله:
"نركز حاليًا على تعزيز جودة المنتج وخدمة العملاء بدلًا من التوسع في أسواق جديدة. فالثوم التشيلي يمر بلحظة جيدة، لكن استدامة النجاح تعتمد على إدارة مرنة ومدروسة في ظل تغيّرات السوق العالمية".