تحذيرات زراعية عاجلة من أمراض فطرية قاتلة

أكد الدكتور محمد علي فهيم، رئيس المعمل المركزي للتغيرات المناخية، بمركز البحوث الزراعية، أن طقس الخميس 25 سبتمبر 2025 يشهد أجواءً خريفية مثالية تُشبه ما كانت عليه في العقود الماضية، إلا أنها تتطلب درجة عالية من الحذر.
طقس مستقر نهارًا.. وتحذيرات من تقلبات ليلية
تشهد البلاد اليوم طقسًا معتدلًا يميل إلى الحرارة نسبيًا خلال ساعات النهار، حيث تسجل درجات الحرارة العظمى 31 درجة مئوية على الوجه البحري و34 درجة في مناطق الصعيد، بينما يسود اعتدال واضح خلال فترات الصباح والليل، مصحوبًا بهبات رياح شمالية تُضفي إحساسًا بانخفاض درجات الحرارة. وتظهر السحب المنخفضة من شمال البلاد حتى القاهرة الكبرى ومدن القناة ووسط سيناء، وقد يصاحبها رذاذ خفيف غير مؤثر.
ورغم استقرار الطقس نسبيًا، تتوافر فرص لسقوط أمطار خفيفة ومتقطعة على مناطق متفرقة من السواحل والوجه البحري، إلى جانب نشاط رياح مثيرة للرمال والأتربة في جنوب الصعيد ومنطقة البحر الأحمر. كما تشهد الملاحة البحرية اضطرابًا بخليج السويس والبحر الأحمر، حيث يتراوح ارتفاع الأمواج ما بين مترين إلى ثلاثة أمتار.
موسم الزراعة يبدأ.. وهذه أبرز التوصيات الزراعية
دعا الدكتور فهيم إلى استكمال زراعة المحاصيل الشتوية الأساسية، ومنها البطاطس، الفاصوليا، البرسيم، البسلة، الفراولة، البنجر، الثوم والجزر. كما نصح ببدء زراعة المحاصيل الورقية كالسبانخ، الفجل، البقدونس، الجرجير، الكرنب والسلق، إلى جانب الأعشاب الطبية والعطرية مثل الكمون، اليانسون، الشمر، الكزبرة، البابونج والكراوية.
وأشار إلى أن هذه الفترة تعد مثالية لبدء الزراعة، لكنها أيضًا تحمل مخاطر بيئية وزراعية، تستوجب استعدادًا وقائيًا مكثفًا.
انتشار الآفات والأمراض يهدد المحاصيل
حذر رئيس المعمل المركزي للتغيرات المناخية من تزايد ملحوظ في نشاط عدد من الآفات الزراعية، أبرزها:
دودة ورق القطن
ديدان الأوراق والثمار
سوسة النخيل
الذبابة البيضاء والمن
صانعات أنفاق الأوراق
ذبابة الفاصوليا
تربس البصل والثوم
فراشة الياسمين
دودة براعم الزيتون
كما شدد على ضرورة الفحص الدوري وتجهيز المصايد والمبيدات اللازمة، للتدخل المبكر قبل تفاقم الأضرار.
أمراض فطرية تهدد محاصيل استراتيجية
أوضح "فهيم" أن التغيرات المناخية الحالية تزيد من فرص الإصابة بأمراض فطرية خطيرة، منها البياض الزغبي على القرعيات، والأنثراكنوز في الفراولة والفاصوليا والمانجو، إضافة إلى تبقعات الأوراق في الطماطم والفلفل، وأعفان الجذور في الفاصوليا.
وأوصى باستخدام مبيدات وقائية فعالة، أبرزها مركبات "الميتالكسيل" أو "الميفينوكسام" مع "أوكسي كلوريد النحاس"، للتقليل من حدة الإصابات.
تقلبات الحرارة تتطلب تغذية نباتية دقيقة
لفت "فهيم" إلى أن تفاوت درجات الحرارة بين النهار والليل، بالتوازي مع ارتفاع معدلات الرطوبة، يؤثر سلبًا على امتصاص الجذور للعناصر الغذائية. لذلك، أوصى بالاعتماد على التسميد الدوري باستخدام حمض الفوسفوريك أو الأسمدة عالية الفوسفور، مع تطبيق برامج تسميد مخصصة، تتضمن:
إضافة 8 إلى 10 لترات من حمض الفوسفوريك للبطاطس والبنجر مع أقرب رية.
الوقاية من أمراض التربة في الطماطم، الفلفل، والباذنجان في مناطق سقوط الأمطار.
مراقبة تشقق الدرنات في البطاطس البدرية.
حماية الفراولة من الأنثراكنوز وأعفان الجذور.
رش الكالسيوم أو البوتاسيوم فوسفيت في بساتين المانجو، الرمان، والبرتقال لتفادي التشقق.
توصيات ختامية للمزارعين
اختتم فهيم تصريحاته بالتأكيد على أن الأجواء الحالية مثالية للزراعة، لكنها في الوقت ذاته تمثل بيئة مناسبة لتكاثر وانتشار الآفات والأمراض. ولذلك، شدد على أهمية الفحص اليومي للمحاصيل والتدخل الوقائي العاجل لتفادي أي خسائر محتملة.