الأرض
الأربعاء 24 سبتمبر 2025 مـ 02:28 مـ 1 ربيع آخر 1447 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

مدير بحوث الحشائش: المعمل خط الدفاع ضد بذور الحشائش المستوردة

مدير بحوث الحشائش ومحرر الأرض
مدير بحوث الحشائش ومحرر الأرض

أوضحت الدكتورة عزة السيد خفاجي، مدير المعمل المركزي لبحوث الحشائش، بمركز البحوث الزراعية، أن المعمل
أُنشئ بقرار وزاري رقم 224 لسنة 2002، ليصبح الذراع العلمي المتخصص في مكافحة الحشائش ضمن المنظومة البحثية بمركز البحوث الزراعية، مستهدفًا دعم الإنتاج الزراعي على مساحة تُقدَّر بنحو 15 مليون فدان من المحاصيل الحقلية والبستانية والخضر.

وقالت إن المعمل يتولى مهمة أساسية تتمثل في تطوير وتطبيق تقنيات مكافحة الحشائش بكفاءة علمية، لضمان تحقيق أقصى إنتاجية ممكنة مع الحفاظ على البيئة واستدامة الموارد الزراعية.

رؤية المعمل ورسالة علمية لمكافحة خطر صامت

أكدت د. عزة السيد خفاجي، أن المعمل يتبنى رؤية طموحة لإجراء البحوث التطبيقية والأساسية في مجال علوم الحشائش، مستهدفًا نقل نتائج هذه الأبحاث إلى المزارعين والمختصين لرفع كفاءة الإنتاج الزراعي أفقيًا ورأسيًا، من خلال أساليب المكافحة المتكاملة للحشائش.
تشمل هذه الأساليب:

الميكانيكية مثل العزيق والنقاوة اليدوية.

الزراعية كالدورة الزراعية والرية الكدابة.

الحيوية باستخدام الكائنات الحية.

الكيميائية عبر الاستخدام المرشد لمبيدات الحشائش.

التشريعية من خلال الحجر الزراعي والأمان الحيوي.

وتهدف هذه الوسائل إلى تقليل الاعتماد على العمالة اليدوية، ما يفتح المجال أمام تعليم النساء والأطفال وزيادة دخل الأسر الزراعية.

محاور استراتيجية وأبحاث ميدانية دقيقة

تتوزع أنشطة المعمل على أربعة مكونات رئيسية: بحثية، إرشادية، تدريبية، وخدمية، تُدار ضمن خطة خمسية شاملة.

أولاً: المكون البحثي

يتضمن تنفيذ أبحاث متقدمة في عدة مجالات، من أبرزها:

1. المكافحة المتكاملة للحشائش في المحاصيل الحقلية كالقمح، الذرة، القطن، والبقوليات.

2. مكافحة الحشائش في محاصيل الخضر والبساتين، مثل الطماطم، العنب، والنباتات الطبية.

3. رسم خرائط لانتشار الحشائش وتحديد مناطق الخطر لتوقع بؤر التفشي والتعامل معها استباقيًا.

4. دراسة الحشائش المتطفلة مثل الهالوك والحامول، وتأثيرها على المحاصيل.

5. تقييم فاعلية المبيدات حسب بروتوكولات لجنة مبيدات الآفات الزراعية.

6. تقدير الخسائر الإنتاجية الناتجة عن الحشائش، التي قد تصل إلى 100% في حال الإهمال، ومتوسطها 20–30%.

7. دراسة مخزون بذور الحشائش في التربة، ودور الظروف البيئية في نشاطها.

8. بحث تأثير الحشائش على الفقد في المياه والمحاصيل، خصوصًا في المساقي والمصارف.

ثانيًا: المكون الإرشادي

يؤدي المعمل دورًا محوريًا في نشر الوعي الزراعي، عبر:

إقامة الحقول الإرشادية في المحافظات.

تنظيم ندوات وأيام حقل للمزارعين.

إصدار نشرات وملصقات علمية وكتب توعوية.

المشاركة في الحملات القومية للمحاصيل الرئيسية.

الرد على استفسارات المزراعين حول الحشائش ومكافحتها.

ثالثًا: المكون التدريبي

ينظم المعمل برامج تدريبية متعددة لتأهيل الباحثين والمهندسين الزراعيين:

دورات تخصصية في التعرف على الحشائش وأساليب مكافحتها.

تدريب طلاب كليات الزراعة بجامعات مصرية على العمل الحقلي.

تدريب المطبقين والمفتشين الزراعيين بالتعاون مع لجنة المبيدات.

تدريبات خارجية في مجالات اللغة الإنجليزية، البرمجيات الزراعية، وتحليل سلوك المبيدات.

زيارات علمية للمراكز الدولية المتخصصة.

رابعًا: الأنشطة الخدمية والحجر الزراعي

يشمل دور المعمل أيضًا:

فحص الشحنات الزراعية المستوردة والمصدَّرة بالتعاون مع الحجر الزراعي، للتأكد من خلوها من بذور الحشائش الحجرية أو السامة.

مكافحة الحشائش في المناطق الصناعية والمطارات والمسطحات الخضراء.

قياس مدى مقاومة الحشائش للمبيدات، بالتنسيق مع 13 محطة بحثية تابعة للمعمل في المحافظات.

اختبار مبيدات جديدة قبل اعتمادها رسمياً بالتعاون مع لجنة مكافحة الآفات.

التعاون مع الجامعات ودعم التعليم الزراعي

أبرم المعمل بروتوكولات تعاون مع عدد من الجامعات المصرية، منها الأزهر وعين شمس، لتدريب الطلاب ميدانيًا على كيفية التعرف على الحشائش ومكافحتها، مع عقد ندوات تدريبية للمهندسين والمزارعين بكافة مديريات الزراعة، بالإضافة إلى تنفيذ مدارس حقلية تطبيقية توصل الأبحاث إلى يد المزارع مباشرة.

التحديات والتهديدات: أخطر أنواع الحشائش

تطرقت د. خفاجي إلى أبرز التهديدات التي تواجه القطاع الزراعي، مشيرة إلى أن أخطر أنواع الحشائش تشمل:

عريضة الأوراق

دقيقة الأوراق

المعمرة

المتطفلة، التي تتغذى مباشرة على المحصول

ويقدر عدد الأنواع المعروفة في مصر من 2000 إلى 2300 نوع. وتنتقل الحشائش إلى الأراضي الزراعية عبر الأسمدة غير المخمرة، براز الحيوانات، الرياح، والمياه، وهو ما يستدعي مكافحتها بشكل علمي ممنهج، خصوصًا في المساقي والترع.

نحو بيئة زراعية نظيفة وإنتاجية عالية

شددت خفاجي على أن خطة المعمل الحالية ترتكز على رفع كفاءة الباحثين وتدريبهم وتأهيلهم لاستخدام أحدث تقنيات البحث العلمي. كما أشارت إلى أهمية وحدة الحجر الزراعي التابعة للمعمل، والتي تتولى فحص الشحنات وإصدار الشهادات الخاصة بمدى صلاحيتها، حيث تعتبر الكمية الحرجة من بذور الحشائش "الخطر" هي 7 بذور في الكيلو جرام الواحد.

خلاصة: لماذا المعمل المركزي لبحوث الحشائش مهم؟

لأنه يحمي 15 مليون فدان من خطر الحشائش.

يساعد في توفير المياه ومنع الفقد في الإنتاج الزراعي.

يقلل الحاجة إلى العمالة اليدوية ويوفر فرصًا تعليمية للأسر.

يواجه خطر الحشائش المتطفلة والغازية بحلول علمية مدروسة.

يشكل خط الدفاع الأول ضد دخول بذور الحشائش الحجرية إلى البلاد.