الأرض
الجمعة 7 نوفمبر 2025 مـ 11:50 مـ 16 جمادى أول 1447 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

موسم استثنائي للبرتقال المصري يعيد رسم خريطة الأسواق

البرتقال المصري
البرتقال المصري

تراجع حجم صادرات البرتقال المصري خلال موسم 2024/2025 بنسبة تقارب 13%، في حين ارتفعت قيمتها الإجمالية، نتيجة زيادة الطلب المحلي من مصانع العصائر وارتفاع أسعار التصدير عالميا. ورغم الانخفاض، حافظت مصر على مكانتها كأكبر مصدر للبرتقال في العالم، مع تحسن في جودة الإنتاج وتنوع في الأسواق.


تراجع الكميات وارتفاع القيمة

بلغ إجمالي صادرات الموالح المصرية في موسم 2024/2025 نحو 2.1 مليون طن، منها 1.66 مليون طن من البرتقال، مقارنة بـ 1.9 مليون طن في الموسم السابق، بانخفاض قدره 12.94%.

وأدى التوسع الكبير في مصانع معالجة البرتقال داخل مصر إلى زيادة الطلب المحلي على المحصول الطازج، ما قلص الكميات المتاحة للتصدير.

في المقابل، ارتفعت الإيرادات الإجمالية لصادرات البرتقال بنسبة 8.82% لتصل إلى 857 مليون دولار، بفضل ارتفاع الأسعار في الأسواق الدولية.

وقال إسلام جليلة، الرئيس التنفيذي لشركة جليلة للتصدير، إن مصانع العصائر استهلكت كميات ضخمة من البرتقال الطازج، ما فاق الفجوة المسجلة في أرقام الصادرات. وأضاف: "رغم انخفاض الكميات، تمكنا من الحفاظ على حضورنا في الأسواق بفضل الجودة العالية، لكن الأسعار بلغت مستويات غير مسبوقة جعلت البرتقال المصري أغلى من الإسباني في بعض الدول الأوروبية."


الأسواق التقليدية تصمد.. والآسيوية تتراجع

حافظت الأسواق الرئيسية — روسيا، والسعودية، وهولندا، والإمارات — على مكانتها كمستورد رئيسي للبرتقال المصري رغم تراجع الكميات بنسبة طفيفة تراوحت بين 8 و14%.

في المقابل، شهدت الأسواق الآسيوية تراجعا حادا نتيجة أزمة البحر الأحمر وارتفاع الأسعار.

انخفضت الصادرات إلى الصين بنسبة 44.9%، وإلى الهند بنسبة 17.2%، وإلى ماليزيا بنسبة 19.3%. بينما برزت بنجلاديش كاستثناء إيجابي، حيث ارتفعت وارداتها من البرتقال المصري بنسبة 11.4% بعد انحسار الأزمة الملاحية.


هبوط حاد في أوروبا وصعود لافت في الأمريكيتين

تأثرت الأسواق الأوروبية بانخفاض الأسعار التنافسية. فقد تراجعت الصادرات إلى إسبانيا بنسبة 76%، وفرنسا بنسبة 67%، والمملكة المتحدة بنسبة 32%، في حين سجلت بلجيكا وألمانيا استقرارا نسبيا.

وعلى النقيض، سجلت كندا والبرازيل والأرجنتين نموا قويا، إذ ارتفعت الشحنات إليها بنسبة 46%، و25%، و82% على التوالي، لتصبح هذه الأسواق الجديدة ملاذا بديلا للمصدرين المصريين.


بوادر توسع نحو أسواق جديدة

من المفاجآت التي حملها الموسم الماضي تسجيل أول شحنة رمزية إلى الولايات المتحدة والمكسيك (25 طنا لكل منهما)، رغم غياب البروتوكولات الرسمية، ما قد يمهد الطريق لفتح هذه الأسواق في المستقبل.


توقعات أكثر تفاؤلا للموسم الجديد

يتوقع جليلة أن يكون موسم 2025/2026 أكثر استقرارا بفضل انخفاض أسعار مركزات البرتقال من 9000 إلى 2400 دولار للطن، وتحسن توزيع الأحجام وجودة الثمار. وقال: "إذا استقرت الأسعار تحت 3000 دولار للطن، فسيكون الموسم المقبل أفضل لجميع الأطراف، من المنتجين إلى المستوردين والمستهلكين."