الأرض
السبت 8 نوفمبر 2025 مـ 02:32 مـ 17 جمادى أول 1447 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

طرق حماية محصول الفول البلدي من سقوط الأزهار

أكد الدكتور خالد فتحي سالم، أستاذ البيوتكنولوجيا النباتية بمعهد الهندسة الوراثية والتكنولوجيا الحيوية بجامعة مدينة السادات، أن الفول البلدي يُعد من أهم المحاصيل البقولية في مصر والعالم العربي، إذ يشكّل غذاءً رئيسيًا على موائد الشعوب العربية ومصدرًا أساسيًا للبروتين النباتي الذي يعتمد عليه ملايين المواطنين.

وأوضح سالم أن المزارعين يواجهون مع اقتراب موسم تزهير الفول البلدي تحديًا متكرّرًا يتمثل في تساقط الأزهار، وهي ظاهرة خطيرة تؤدي إلى تراجع الإنتاج وجودة المحصول، مشيرًا إلى أن سقوط الزهرة لا يُعد أمرًا طبيعيًا كما يعتقد البعض، بل هو مؤشر فسيولوجي وبيئي سلبي يستوجب التدخل الفوري، لأن كل زهرة تسقط تمثل ثمرة مفقودة وخسارة إنتاجية واقتصادية للمزارع.

أسباب تساقط أزهار الفول البلدي

1. التغيرات المناخية الحادة

أوضح الأستاذ الجامعي أن التقلبات المناخية الحادة من أبرز أسباب الظاهرة، حيث تؤثر درجات الحرارة المرتفعة فوق 25 درجة مئوية على نشاط حبوب اللقاح وتضعف عملية التلقيح، بينما يؤدي البرد القارس إلى بطء النمو ونقص امتصاص العناصر الغذائية، مما يسبب ذبول الأزهار وتساقطها.

2. الري غير المنتظم

ولفت إلى أن الري الزائد أو العطش الشديد يسببان إجهادًا للنبات، فزيادة المياه تؤدي إلى تشبّع الجذور وانخفاض الأكسجين، بينما يسبب نقص الرطوبة جفاف الأزهار وسقوطها قبل العقد.

3. نقص العناصر الغذائية الدقيقة

شدّد الدكتور خالد فتحي على أن نقص العناصر الصغرى، خاصة البورون والكالسيوم والفوسفور والبوتاسيوم، يضعف تكوين الأزهار ويؤثر على ثباتها، مؤكدًا أن هذه العناصر تمنح النبات القوة والطاقة اللازمة للإزهار والعقد.

4. الآفات الحشرية

كما تُعدّ المنّ والتربس من أكثر الآفات المسببة لتساقط الأزهار، إذ تمتص العصارة النباتية وتُضعف الأنسجة، إلى جانب حفار الساق الذي يتغذى على أنسجة النبات الداخلية، ما يؤدي إلى تساقط الأزهار قبل إتمام عملية التلقيح.

5. الزراعة الكثيفة وضعف التهوية

أوضح أن الكثافة الزائدة في الزراعة تُضعف التهوية بين النباتات وتزيد من الرطوبة العالية، مما يهيئ بيئة مناسبة للإصابات الفطرية مثل عفن الأزهار، وهو ما يؤدي بدوره إلى تساقطها وفقدان جزء كبير من المحصول.

حلول وإجراءات للحد من الظاهرة

قال سالم إن الحلول تبدأ من الإدارة المتكاملة للمزرعة، مؤكدًا أن الوقاية خير من العلاج، خصوصًا خلال مرحلة التزهير الحساسة.

أولًا: ضبط عملية الري

نصح بعدم الإفراط في الري خلال التزهير الكامل، والحرص على انتظام الري بفترات متقاربة للحفاظ على رطوبة متوازنة في التربة، مع وقف الري عند بداية العقد واستئنافه بعد تكوين القرون الصغيرة.

ثانيًا: التغذية المتوازنة والرش الورقي

أكد أهمية إضافة السوبر فوسفات قبل الزراعة لتقوية الجذور، مع الاعتماد على الرش الورقي بالعناصر الصغرى مثل البورون والكالسيوم والزنك، واستخدام الأسمدة البوتاسية لدعم قوة الأزهار وزيادة فرص نجاح العقد.

ثالثًا: مكافحة الآفات بطرق آمنة

دعا إلى الفحص الدوري للمحصول ومكافحة الآفات الحشرية بالمبيدات الآمنة أو البدائل الطبيعية مثل الزيوت المعدنية والمستخلصات النباتية، مع تجنّب الرش أثناء الإزهار الكثيف حتى لا تتأثر حبوب اللقاح.

رابعًا: تحسين الكثافة الزراعية والتهوية

أوصى بترك مسافات بين النباتات تتراوح بين 20 و25 سم، مع الاهتمام بتحسين صرف التربة وإزالة الحشائش الضارة لتقليل الرطوبة والحد من انتشار الأمراض.

خامسًا: استخدام منظمات النمو الطبيعية

أوضح أن إمكانية استخدام منظمات نمو طبيعية مثل حمض الجبريليك (GA3) أو الأوكسينات بتركيزات منخفضة لتثبيت الأزهار وتحسين العقد، شرط أن يتم ذلك بإشراف فني من مختصين.

الوعي الزراعي... السلاح الأقوى للحفاظ على المحصول

اختتم الدكتور خالد فتحي سالم حديثه مؤكدًا أن الوعي الزراعي والعلمي لدى المزارعين هو السلاح الأقوى لمواجهة التغيرات المناخية والحد من الخسائر، مشيرًا إلى ضرورة تطبيق برامج إرشادية موسمية وتوفير الدعم الفني في القرى المنتجة، مع اعتماد أصناف محسّنة تتحمل تقلبات الجو.

وأضاف أن الفول البلدي ليس مجرد محصول غذائي، بل هو ركيزة للأمن الغذائي المصري والعربي، وأي تراجع في إنتاجه يُعد خسارة مباشرة في أحد أهم مصادر البروتين النباتي للمستهلكين.