الأرض
الإثنين 22 ديسمبر 2025 مـ 01:01 مـ 2 رجب 1447 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

سمكة البلطي تفضح أخطاء شائعة بالاستزراع السمكي

تُعد سمكة البلطي واحدة من أهم المؤشرات الحقيقية على كفاءة الإدارة داخل المزارع السمكية، حيث يكشف أداؤها الإنتاجي بوضوح مستوى التخطيط والتوازن بين عناصر التشغيل المختلفة، وهو ما يجعلها معيارًا أساسيًا لقياس نجاح أو فشل دورة الاستزراع السمكي.

وقال محمد عادل، خبير الاستزراع السمكي، إن نتائج إنتاج البلطي لا تتحقق بالصدفة، بل ترتبط ارتباطًا مباشرًا بتحقيق توازن دقيق بين ثلاثة محاور رئيسية، هي: الكثافة التخزينية، ونوعية وكميات العلف، وجودة المياه داخل الأحواض.

سمكة البلطي ومعايير الإدارة الناجحة

وأوضح الخبير أن رفع الكثافة التخزينية دون توفير التهوية المناسبة لا يؤدي في الغالب إلى نفوق فوري للأسماك، لكنه يتسبب في خسائر غير مرئية قد تكون أكثر خطورة، حيث تنخفض شهية البلطي تدريجيًا، ويتباطأ معدل النمو، بالتزامن مع ارتفاع مستويات الأمونيا داخل المياه.

وأشار إلى أن هذه المؤشرات السلبية قد تمر دون ملاحظة، ما يجعل المزرعة تبدو وكأنها تعمل بصورة طبيعية، بينما يفاجأ المربي في نهاية الدورة بإنتاج أقل من المستهدف وخسائر اقتصادية صامتة.

وأضاف أن سمكة البلطي تمتلك قدرة نسبية على تحمل ارتفاع الأمونيا الكلية، إلا أن الخطر الحقيقي يكمن في الأمونيا غير المتأينة (NH₃)، موضحًا أن تجاوزها نسبة 0.05 ملجم/لتر يؤدي إلى انخفاض مناعة الأسماك وزيادة قابليتها للإصابة بالأمراض، حتى في حال عدم ظهور حالات نفوق واضحة.

وأكد أن أفضل معدلات النمو والأداء الغذائي تتحقق عند الحفاظ على مستويات الأكسجين الذائب أعلى من 5 ملجم/لتر، مشددًا على أن البلطي، رغم تحمله للظروف الصعبة، إلا أنه يستجيب بشكل مباشر للإدارة الجيدة بزيادة ملحوظة في الوزن والإنتاج، بينما يعاقب الإهمال بخسائر تتراكم بصمت ولا تظهر إلا مع نهاية موسم التربية.