الأرض
الثلاثاء 23 سبتمبر 2025 مـ 12:10 صـ 29 ربيع أول 1447 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

تعرف على فوائد نبات «السذاب» وتحذيرات من استخدامه عشوائيا

فوائد نبات السذاب
فوائد نبات السذاب

أوضح الدكتور ربيع مصطفى، أستاذ النباتات الطبية والعطرية بمعهد بحوث البساتين بمركز البحوث الزراعية، أن نبات السذاب (Ruta graveolens) يُعد من النباتات الطبية والعطرية المميزة، لما له من خصائص فريدة تجمع بين الفائدة العلاجية والاستخدامات الحياتية، رغم احتوائه على مركبات سامة تتطلب الحذر الشديد في التعامل معه.

ينمو نبات السذاب في المناطق المشمسة ويتميز بأوراقه المركبة ذات اللون الأخضر المزرق ورائحته النفاذة، وتزهر أفرعه بأزهار صفراء صغيرة تجذب النحل البري.

وتُستخدم أوراقه وأزهاره في الطب التقليدي، حيث يُعرف بقدرته على طرد الحشرات، وتهدئة التشنجات، وتحفيز عضلات الرحم، بالإضافة إلى استخدام زيته في تدليك المفاصل والعلاج من الروماتيزم.

ينتمي النبات إلى الفصيلة السذابية (Rutaceae)، ويُزرع حاليًا في شمال إفريقيا وغرب آسيا، بينما ينتشر بريًا في مناطق حوض البحر المتوسط مثل البلقان وجنوب فرنسا وإيطاليا وإسبانيا، ويتواجد كذلك في المناطق الشمالية من دولة الإمارات بعد تساقط الأمطار.

وأشار الدكتور مصطفى إلى أن السذاب يُعرف بعدة أسماء شعبية منها: الشذاب، الفيجل، الحزاء، والخُفت، ويُعتبر من الأعشاب المعمرة التي تعيش في التربة الجافة حتى خمس سنوات، ويفضل تجديد زراعته سنويًا للحصول على نمو جيد.

الزراعة والإنتاج

يحتاج النبات إلى تربة جيدة الصرف وشمس كاملة لا تقل عن 6 ساعات يوميًا، ويتحمل درجات حرارة تصل إلى 35° مئوية وبرودة تصل إلى -10° مئوية شريطة جفاف التربة. ويمكن تكاثره بالبذور أو العقل أو التقسيم، وتُجمع بذوره بعد الإزهار في أواخر الصيف.

يُروى النبات مرة أسبوعيًا صيفًا، وكل أسبوعين شتاءً، مع أهمية التسميد المتوازن لتجنب تراكم النيتروجين، حيث يُوصى باستخدام 100 كجم سوبر فوسفات قبل الزراعة، و100 كجم نترات نشادر على دفعات، و50 كجم سلفات بوتاسيوم.

مركبات فعالة وتحذيرات طبية

يحتوي السذاب على مركبات فعالة مثل التربينات، والزيوت الطيارة، والروتين، والقلويدات، والكومارينات، مما يفسر استخدامه التقليدي في علاج حالات الصرع، آلام الأذن والأسنان، ومشاكل الجهاز الهضمي.

ومع ذلك، حذر الدكتور مصطفى من الاستخدام العشوائي للنبات، مؤكدًا على ضرورة الحذر، خاصة عند استخدامه من قبل الحوامل أو الأطفال، نظرًا لاحتوائه على مركبات قد تُسبب التسمم أو تهيج الجلد. يُنصح بارتداء قفازات وكمامة عند التعامل معه.

ويُستخدم السذاب بأشكال عدة: طازجًا عن طريق الفرك، أو مجففًا لتحضير الشاي، أو كزيت مستخرج بالتقطير ويُستخدم في العلاجات الموضعية والعطور.

خلاصة علمية
يشكل نبات السذاب ثروة نباتية ذات قيمة علاجية وزراعية، يمكن استثمارها تحت إشراف مختصين وضمن بيئة زراعية مناسبة. ويجمع السذاب بين صفات الطرد الحشري، والجاذبية البصرية، والتاريخ الطويل في الاستخدام الطبي الشعبي، إلا أن التعامل معه يتطلب وعيًا وفهمًا لتركيبته الكيميائية وقيوده الطبية.