انخفاض منسوب المياه في سدود كيب يثير مخاوف مزارعي الفاكهة من عودة الجفاف
يواجه مزارعو الفاكهة في إقليم كيب الغربية تصاعدا في القلق مع تراجع منسوب المياه في السدود إلى مستويات تاريخية منخفضة، ما يعيد إلى الواجهة شبح الجفاف الذي ضرب المنطقة قبل نحو عقد وألحق أضرارا واسعة بالإنتاج الزراعي.
تراجع حاد في مخزون السدود
تعتمد بساتين الفاكهة ذات النواة وكروم العنب في منطقة كاليتزدورب على سدي جامكاسبورت وكاليتزدورب لتأمين مياه الري. وفي الوقت الذي كان فيه السدان ممتلئين بنسبة 89% في الفترة نفسها من العام الماضي، انخفض المنسوب حاليا إلى 9.9% في سد جامكاسبورت و35.8% في سد كاليتزدورب، ما يضع الموسم الزراعي المقبل تحت ضغط كبير.
مخاوف على الموسم القادم
يؤكد المزارع أندريه فوري، صاحب مزرعة كلوكيز، أن الموسم الحالي لا يزال مستقرا نسبيا من حيث المياه، مع اقتراب حصاد العنب خلال شهر واحد. لكنه يحذر من أن غياب الأمطار خلال الفترة المقبلة قد يهدد محصول الموسم القادم، رغم توقعات الأرصاد بهطول عواصف رعدية في يناير قد تساهم في رفع منسوب السدود.
ذكريات الجفاف وتداعياته
يستحضر فوري تجربة الجفاف التي بدأت قبل عشر سنوات، مشيرا إلى أن المزارعين لم يتلقوا أي دعم مالي رغم الزيارات الرسمية. وخلال تلك الفترة، تفاقمت ملوحة التربة بشكل كبير، ولم تنجح أنظمة الري بالتنقيط في معالجة تراكم الأملاح، بينما صمدت بعض البساتين التي تعتمد الري بالغمر لفترة أطول. ومع ذلك، فقدت المزرعة نحو 80% من بساتينها وكرومها.
خسائر قاسية في الإنتاج
يروي فوري تجربة حقل برقوق استمر في الإنتاج حتى الأيام الأخيرة قبل الحصاد، قبل أن تتلف الأشجار فجأة بسبب ملوحة المياه، لتنتهي القصة دون حصاد ثمرة واحدة.
ويصف تلك المرحلة بأنها من أصعب الفترات التي مر بها القطاع في المنطقة.
محصول مشمش ضعيف هذا العام
أدى تراجع الموارد المائية إلى تقليص المساحات المزروعة بالفواكه ذات النواة والعنب، مع غياب خطط لإعادة زراعتها.
ويصف فوري محصول المشمش هذا العام بأنه ضئيل للغاية، رغم ارتفاع نسبة السكر وجودة الحجم بفعل الحرارة. في المقابل، سجل مزارعون في مناطق مجاورة وفرة في الإنتاج لكن بأحجام أصغر بسبب نقص الأمطار.
التحول نحو المحاصيل النقدية
في ضوء مخاطر الجفاف المتكررة، اتجهت المزرعة إلى الاعتماد بشكل أكبر على المحاصيل النقدية قصيرة الأجل، رغم تقلب أسواقها. ويخطط المزارعون لإعادة زراعة الطماطم في يناير في الحقول المفتوحة، مستهدفين أسواق الشتاء في كيب الغربية وجوهانسبرج، مستفيدين من الطلب المستقر على الطماطم مقارنة بالفواكه ذات النواة.
تحديات مستمرة أمام المزارعين
ورغم أن معظم المزارعين المجاورين لا يزالون يركزون على الفواكه والعنب، يرى فوري أن تنوع المحاصيل بات ضرورة في ظل عدم اليقين المناخي. ويظل انخفاض منسوب المياه في سدود كيب مؤشرا مقلقا، يهدد استدامة الزراعة في المنطقة ما لم تتحسن الظروف المطرية خلال الأشهر المقبلة.


.jpg)























