الصقيع يضرب الفاكهة الاستوائية ويهدد الموسم بالكامل
أكد الدكتور محمد عبدربه، مدير معمل المناخ، أن الصقيع يُعد من أخطر الظواهر الجوية التي تهدد مستقبل الفاكهة الاستوائية، وعلى رأسها المانجو، لما يسببه من خسائر مباشرة في الإنتاج وجودة المحصول. ويحدث الصقيع عندما تنخفض درجات الحرارة إلى مستويات قريبة من الصفر المئوي، بالتزامن مع تكثف بخار الماء في الهواء عند ما يُعرف بـ«نقطة الندى»، وهي العامل الحاسم في تشكّل هذه الظاهرة الجوية الخطيرة.
الصقيع ونقطة الندى خطر صامت
وأشار عبدربه إلى أن نقطة الندى تمثل درجة الحرارة التي يبدأ عندها بخار الماء في التحول إلى قطرات مائية، ومع انخفاض الحرارة عن هذه النقطة يبدأ التكثف، ما يهيئ الظروف لتكوّن الصقيع على الأسطح النباتية. وتزداد خطورة الوضع عندما تكون نقطة الندى قريبة من درجة حرارة الهواء، أو عندما ترتفع نسبة الرطوبة النسبية، وهو ما يسرّع من حدوث الصقيع خلال ساعات الليل المتأخرة.
كيف ترتبط نقطة الندى بالصقيع؟
توضح الدراسات المناخية أن العلاقة بين نقطة الندى والصقيع علاقة مباشرة، فكلما اقتربت نقطة الندى من الصفر المئوي، زادت فرص تشكّل الصقيع. كما أن تقارب درجة حرارة الهواء مع نقطة الندى يؤدي إلى تكثف سريع، خاصة في الأجواء الرطبة، ما يرفع مستوى الخطورة على المحاصيل الحساسة.
عوامل تتحكم في نقطة الندى
تلعب عدة عناصر دوراً أساسياً في تحديد نقطة الندى، أبرزها درجة الحرارة، حيث ترتفع نقطة الندى بارتفاعها، إضافة إلى الرطوبة النسبية التي كلما زادت ارتفعت معها نقطة الندى، وكذلك الضغط الجوي الذي يسهم بدوره في زيادة احتمالات التكثف.
لماذا تمثل معرفة نقطة الندى أولوية للمزارعين؟
معرفة نقطة الندى تمنح المزارعين أداة مبكرة للتنبؤ بحدوث الصقيع، ما يساعدهم على اتخاذ إجراءات وقائية لحماية المحاصيل قبل وقوع الضرر. فالتنبؤ الدقيق يساهم في تقليل الخسائر والحفاظ على الإنتاجية، خاصة في المحاصيل الاستوائية شديدة الحساسية.
التأثير المدمر للصقيع على الفاكهة الاستوائية
يحذر مدير معمل المناخ من أن الصقيع يتسبب في تلف الأنسجة النباتية، نتيجة تجمد السوائل داخل الخلايا، ما يؤدي إلى موتها وانخفاض القدرة الإنتاجية للأشجار. كما يمتد الضرر ليشمل الأزهار والثمار، وهو ما ينعكس سلباً على كمية وجودة المحصول في الموسم التالي.
حلول عملية للحماية من الصقيع
لمواجهة خطر الصقيع، ينصح الخبراء باستخدام الري بالرش لرفع نسبة الرطوبة حول الأشجار وتقليل حدة البرودة، إلى جانب التوسع في زراعة الفاكهة الاستوائية بالمناطق الدافئة نسبياً، مثل المناطق الساحلية، التي تقل فيها فرص حدوث الصقيع مقارنة بالمناطق الصحراوية ذات المناخ القاري. كما يُوصى برش مركبات خاصة تعزز قدرة الخلايا النباتية على تحمل البرودة، على أن يتم ذلك قبل موجة الصقيع بـ24 ساعة على الأقل لضمان الاستفادة القصوى.
التبريد الإشعاعي يزيد الخطر ليلاً
ويختتم عبدربه تحذيراته بالتنبيه إلى ظاهرة التبريد الإشعاعي، التي تزداد حدتها في المناطق الصحراوية خلال الليالي الصافية، حيث تفقد الأرض حرارتها بسرعة، ما يجعلها أكثر عرضة للصقيع. لذا يجب اتخاذ التدابير الوقائية فور انخفاض درجات الحرارة إلى أقل من 4 درجات مئوية، خاصة في غياب السحب التي تساعد عادة على احتفاظ الأرض بدفئها.


.jpg)























