الأرض
الإثنين 25 أغسطس 2025 مـ 01:20 صـ 29 صفر 1447 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

«مناخ الزراعة» يوجه رسالة عاجلة لمزارعي البطاطس والبصل

زراعة محاصيل اغسطس
زراعة محاصيل اغسطس

فجر الدكتور محمد علي فهيم، مدير مركز معلومات تغير المناخ بوزارة الزراعة، مفاجأة حول ما يعتقده البعض بشأن طول النهار في شهر أغسطس، مؤكدًا أن هذا الاعتقاد غير دقيق علميًا.

وأوضح أن شهر يوليو هو في الواقع الأطول من حيث عدد ساعات النهار خلال العام، بينما يبدأ النهار في التناقص تدريجيًا من أواخر يوليو حتى يصل إلى التساوي الكامل بين الليل والنهار في 21 سبتمبر، وهو الموعد الذي يُمثّل النهاية الفلكية والجغرافية لفصل الصيف في مصر.

أغسطس.. آلية طبيعية لمكافحة الحشرات والميكروبات

وأشار الدكتور فهيم إلى أن شهر أغسطس يلعب دورًا محوريًا في النظام البيئي، إذ يُعرف بأنه "شهر البسترة الطبيعية".

وقال: "درجات الحرارة العالية خلال هذا الشهر تقضي على كميات كبيرة من الحشرات والميكروبات الضارة، وتقلل من أعدادها بشكل كبير، وهو ما يتيح بداية جديدة لدورة الحياة البيئية مع قدوم فصل الخريف".

وأضاف أن الحرارة الشديدة في يوليو وأغسطس تؤدي إلى تراجع أعداد الحشرات الزراعية الضارة، إلى جانب البعوض والهاموش، في مناطق واسعة من البلاد، ما يُعد من الفوائد غير المباشرة لحرارة الصيف.

زراعيًا.. أغسطس هو التوقيت الذهبي لحرث الأرض

من الناحية الزراعية، أكد فهيم أن شهر أغسطس يُعتبر أفضل توقيت لحرث الأرض وتهويتها وتقليبها، مشيرًا إلى أن تلك العملية تساهم في القضاء على نحو 80% من حشرات وفطريات التربة وبذور الحشائش الضارة، مما يعزز من إنتاجية المحاصيل خلال الموسم الزراعي الجديد.

أغسطس 2025 أكثر اعتدالًا من العام الماضي

وفي مقارنة لدرجات الحرارة، كشف الدكتور محمد فهيم أن شهر أغسطس 2025 يشهد انخفاضًا في درجات الحرارة بمعدل يتراوح بين 3 إلى 4 درجات مئوية مقارنة بأغسطس 2024، ما يجعله أقرب مناخيًا لصيف 2023، ويعني ضمنيًا أن الصيف الحالي أقل حدة وحرارة من العام الماضي.

ونصح المزارعين بإعادة ضبط مواعيد الزراعة وفق هذا التغير، قائلاً: "لو زرعت العام الماضي في 5 سبتمبر، ازرع هذا العام في 30 أغسطس. ولو كانت زراعتك في منتصف سبتمبر، قدمها هذا العام إلى 5 سبتمبر".

تنبيهات مهمة لمزارعي البطاطس والبصل والخرشوف

وجّه فهيم رسالة خاصة للمزارعين الذين استعجلوا زراعة البطاطس، البنجر، مشاتل البصل، والخرشوف، داعيًا إياهم إلى مراعاة التغيرات المناخية والتريّث في القرارات الزراعية خلال الفترة المقبلة.

الزيتون والموالح والتمور تستعد لموسم استثنائي

ولفت إلى أن أصحاب بساتين الفاكهة – خاصة الزيتون، التمور، والموالح بأنواعها – يجب أن يلاحظوا أن انخفاض الحرارة هذا العام سينعكس إيجابيًا على "تحجيم الثمار"، متوقعًا أن تشهد الأحجام زيادة ملحوظة، خصوصًا في بساتين البرتقال، وهو ما يجب أخذه في الاعتبار عند الفرز وتقدير الإنتاج.

وأوضح أن مواعيد تلوين الثمار ستعود إلى انتظامها الطبيعي هذا الموسم، وهو ما سيسهم في فتح باب التصدير في توقيت مثالي، إلا إذا طرأت تغيرات مناخية مفاجئة في نوفمبر المقبل.

نصيحة الموسم: لا تهملوا الكبريت الزراعي

وفي ختام تصريحاته، شدّد الدكتور محمد علي فهيم على أهمية استخدام الكبريت الزراعي أثناء تجهيز الأرض مع الأسمدة، مؤكدًا أنه عنصر أساسي لتحسين جودة التربة وتعزيز مقاومة المحاصيل خلال الموسم الجديد.

رسالة للمزارعين: راقبوا الطقس.. واضبطوا المواعيد

يأتي هذا الطرح في إطار توجه الدولة لدعم المزارعين بالمعلومة الدقيقة، وتوعية القطاع الزراعي بالتغيرات المناخية، التي باتت عاملاً حاسمًا في تحديد مواعيد الزراعة والإنتاجية والجودة. ويُعد فهم التغيرات المناخية وتوظيفها بالشكل السليم، عنصرًا مهمًا في تحقيق الأمن الغذائي والاستدامة الزراعية في مصر.